خبير اقتصادي: البوادي تضررت من “التضخم” بسبب غياب التعليم

تعليقا على التقرير الأخير الصادر عن المندوبية السامية للتخطيط، بخصوص تراجع القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة خاصة القاطنين في البوادي والأرياف، ماينذر بأزمة لدى ساكنة هذه المناطق، أكد عمر الكتاني، خبير اقتصادي، أن ساكنة البادية، تكابد عناء التضخم الذي أثر بشكل مختلف على المدينة والبادية، ونظرا لاختلاف المهن في المدن، يمكن لبعض المواطنين تجاوز الأزمة، لكن الوضع مختلف بالنسبة إلى سكان البادية الذين يعيشون على الفلاحة فقط.
إشكالية التعليم
واستحضر عمر الكتاني، في تصريحه لـ“آش نيوز”، إشكالية التعليم، مبرزا أن المعالجة لهذا الانخفاض في القدرة الشرائية بالبوادي، والذي وصل إلى -2.65 في المائة، مقابل -0.96 في المائة بالمدن، يجب أن تكون بنيوية، ومن خلالها يمكن تصحيح الأسس التي تتمثل في التعليم، وقال الكتاني موضحا “ساكنة العالم القروي تعتمد على الفلاحة في ظل غياب التعليم والانفتاح على المجالات الأخرى التي يمكنها أن تنقذهم من هذا الأثر السلبي للتضخم”.
واستطرد الخبير الاقتصادي ذاته، قائلا إن “99 في المائة من ساكنة العالم القروي، يشتغلون في الفلاحة فقط، ونظرا لتوالي سنوات الجفاف، وجدوا أنفسهم أمام أزمة لا يستطيعون الخروج منها بسبب غياب التعليم وغياب المهارات التي قد تمكنهم من الاشتغال في مجالات أخرى ترفع منهم ومن مناطقهم”.
الاستثمار في الإنسان
وأشار عمر الكتاني، في هذا الصدد، إلى دور الدولة، “التي لم تفكر يوما في الإستثمار في الإنسان عن طريق تعليمه. في المقابل، اعتمدت على الفلاحة فقط، والتي تعد قطاعا حيويا فعلا يهم الاقتصاد، لكنه رهين بأحوال الطقس”.
وذكر عمر الكتاني، أنه رغم عدم وجود اختلافات واضحة داخل الوسط الحضري والقروي من حيث معدل النمو السنوي المتوسط للدخل الفردي، إذ يصل هذا المعدل داخل المناطق الحضرية إلى 2.5 في المائة والريفية 2.7 في المائة، إلا أن التضخم كان له تأثير أكثر وضوحا في المناطق القروية، بنسبة 3.2 في المائة مقارنة بالمناطق الحضرية بنسبة 2.7 في المائة، ما يستدعي إعادة النظر في الإستراتيجية المعتمدة بهذا الخصوص.
تعليقات 0