آلان ديلون.. زير النساء الذي كان عنصريا كارها للمرأة والمثليين

عديدون ليسوا محبين للسينما الفرنسية ولا يعرفون الكثير من نجومها. آلان ديلون، يشكل الاستثناء. فهذا الممثل الأسطورة، الذي توفي اليوم (الأحد) عن عمر تجاوز 88 سنة، يكاد يكون معروفا لدى الجميع في العالم. وحتى إذا وجد من لم يشاهد واحدا من أفلامه، فالأكيد أنه لا يوجد من لم يقف طويلا لتأمل الكاريزما التي يتمتع بها، ووسامته الآسرة التي فتحت أمامه باب الشهرة والنجومية على مصراعيه.
فقير متمرد
ولد آلان ديلون بالضاحية الباريسية لأسرة فقيرة فككها الطلاق وهو في سن الرابعة من العمر، فتربى في كنف عائلة بديلة تبنته إلى أن شب عن الطوق وأصبح شابا يافعا، شيمته العنفوان والتمرد. اشتغل مساعد جزار وانضم إلى البحرية الفرنسية وشارك في الحرب الهندية الصينية، قبل أن يضع أولى أقدامه على درب الشهرة والنجاح في مجال السينما، الذي لم يدخله عن شغف أو دراسة، بل قادته إليه الصدفة ونساء عرفهن في بدايات حياته، وخاض غمار التمثيل من أجلهن، مثلما أكد بنفسه في تصريحاته.
يقول آلان ديلون: “لولا النساء في حياتي، حبيبات وصديقات وابنة، ما كنت لأكون سوى ظل رجل وظل ممثل”. لكن ذلك، لم يمنعه من أن يكون عنيفا مع المرأة، كارها لها، مثلما اتهمته بذلك جمعيات نسائية، تصدين لفوزه بسعفة ذهبية فخرية في مهرجان كان في 2019، رغم جميع محاولاته لنفي هذه التهمة عنه، فقد سبق أن أكد لصحيفة فرنسية أنه صفع نساء كثيرات، لكنه تلقى منهن صفعات أكبر، إلا أنه لم يكن أبدا متحرشا بهن.
اقرأ أيضاً:
مريم العذراء
أول فرصة في التمثيل جاءته في الخمسينات، منحتها له امرأة هي الممثلة بريجيت أوبر، التي أغرمت به رغم فقره، وكانت تنفق عليه من مالها ويعيش داخل شقتها الصغيرة، ومعها تعرّف على عالم “الشوبيز” في الحفلات التي كان يرافقها فيها، وعلى شخصيات لعبت دورا في أن أصبح ما هو عليه، وعلى رأسها ميشيل كوردو، زوجة المخرج إيف أليغري، التي أصبحت عشيقته في ما بعد، وفرضته ممثلا على زوجها الذي منحه أول أدواره سنة 1957، في فيلم “كان لا فام سون ميل”.
أحب آلان ديلون والدته جدا. كما أحب مريم العذراء وكان مهووسا بها. أحب أيضا رومي شنايدر، الممثلة الفاتنة، التي لعب معها بطولة فيلم “كريستين” لكنه تركها من أجل ناتالي ديلون، التي تزوجها رسميا وأنجب منها أكبر أبناءه أنطوني. جمعته علاقة بالمغنية داليدا وبمغنيات غيرها، قبل أن يرتبط بالممثلة ميراي دارك ويتركها لأن حالتها الصحية لم تكن تسمح لها بتلبية رغبته في إنجاب المزيد من الأطفال، ويدخل في علاقة مع عارضة الأزياء الهولندية روزالي فان بريمن، التي منحته طفلان هما أنوشكا وآلان فابيان. لكنه عاش أواخر حياته وحيدا، متقاعدا في منزله في دوشي، رفقة كلابه.
مغرور سريع الانفعال
كان آلان ديلون مثيرا للجدل طيلة حياته. فإلى جانب مغامراته النسائية التي منحته لقب زير نساء بامتياز، وبين النزاعات القضائية التي دخلها أبناؤه في السنوات الأخيرة من عمره، بعد اتهام ابنيه لأختهم أنوشكا بالتلاعب به وإخفاء مرضه، وعلاقاته المشبوهة مع “المافيا” والعصابات، كانت تصريحات الممثل الفرنسي تقيم الدنيا ولا تقعدها في بلد الحقوق والحريات، إذ سبق له مرة أن قال إن المثلية الجنسية هي ضد الطبيعة، وإنه مع عقوبة الإعدام، كما سبق وعبر عن تأييده لحزب لوبين اليميني المتطرف وسياساته العنصرية ضد المهاجرين، وعبر في آخر حياته عن رغبته في أن يخضع ل”موت رحيم”، ينهي عذابه مع سرطان الغدد اللمفاوية الذي كان يعانيه.
ورغم ابتسامته الساحرة وعيناه الزرقاوان التي كانت تغوي الرجال قبل النساء ووجهه الملائكي، لم يكن آلان دولان يتمتع بشخصية ودودة، بل كان سريع الانفعال ولم تكن عشرته سهلة على أقرب المقربين منه، الذين كانوا يعانون من فورات غضبه، كما كان مغرورا نرجسيا وغير محبوب لأنه لا يحب مجاملة أحد، ويقول الأمور مثلما يحسها، بدون “لف ولا دوران”.
عاش آلان ديلون سنوات عمره الأخيرة وحيدا منعزلا في بيت تحيط به الأسوار من كل جانب، بعد أن مات أغلب من يحبهم. لم يكن معه، سوى كلبه ولوحاته ونبيذه المعتق وذكرياته التي رافقته منذ زمن جميل عاشه وخلده بروائع سينمائية مثل “لو ساموراي” و”لابيسين” و”بلان سولاي” و”لو غيبار” و”روكو إي سي فرير”، إضافة إلى “نوتر إيستوار”، الفيلم الذي توج بفضله بجائزة “السيزار” الوحيدة في مساره المهني.
تعليقات 0