خلقت دعوات “الحريك” التي انتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي أخيرا، حالة استنفار كبرى داخل السجون المغربية، خاصة منها سجون مدن الشمال بالضبط، كما أحدثت حركة غير عادية وسط الموظفين.
مذكرة صارمة
وفي ظل هاته الأجواء، أصدر محمد صالح التامك، المدير العام لمندوبية السجون وإعادة الإدماج، مذكرة إلى المدراء المركزيين للمؤسسات السجنية، دعاهم من خلالها إلى توخي اليقظة والفطنة والالتزام بالضوابط القانونية المعمول بها، وذلك استنادا إلى التقارير التي توصلت بها الإدارة العامة.
واعتبر التامك، في مذكرة وجهها إلى المسؤولين المركزيين ومدير المركز الوطني لتكوين الأطر ومديري المؤسسات السجنية، بناء على تقارير توصل بها، أن بعض الأحداث الطارئة التي تهدد الأمن والسلامة بالمؤسسات السجنية، تعود بالأساس إلى أخطاء كان بالإمكان تجنبها بتوخي اليقظة والفطنة والالتزام بالضوابط القانونية المعمول بها، وأضاف، “غير خاف عليكم مدى جسامة الآثار السلبية التي قد تنجم عنها، والتي يمكن أن تمس بسلامة السجناء والموظفين وتتسبب في إرباك السير العادي للعمل”.
أمن المؤسسات السجنية
ودعت المذكرة، التي موضوعها “المحافظة على أمن المؤسسات السجنية”، والتي اطلع “آش نيوز” على نسخة منها، المسؤولين المذكورين إلى الالتزام باتخاذ بعض الإجراءات الأمنية الوقائية التي من شأنها التقليل من هذه المخاطر، خصوصا الناجمة منها عن السلوكيات العدوانية الصادرة عن بعض السجناء اتجاه الموظفين مع التقيد الصارم بالتدابير المنصوص عليها بالدلائل المسطرية والمذكرات والدوريات الصادرة بهذا الشأن.
وشددت المذكرة، على “الاهتمام بشكل جدي ومسؤول بتشكيل فرق للمداومة خارج أوقات العمل الاعتيادية، تضم موظفي الحراسة والموظفين العاملين باقي المصالح الإدارية وإدراجها ضمن برنامج توزيع المهام اليومية والحرص على تناسب أفرادها مع حجم وخصوصية كل مؤسسة، وذلك بهدف دعم موظفي الحراسة الليلية عند حدوث أي طارئ، بحيث يعمل عناصرها بالتناوب وفق برنامج يغطي أيام الأسبوع، بما من شانه الرفع من درجة الأهبة الأمنية تجنبا للأخطار والحوادث المحدقة بالمؤسسات السجنية”.
الحراسة الليلية
وأكدت المذكرة نفسها ضرورة إيلاء الحراسة الليلية كامل العناية، واختيار العناصر الكافية والمؤهلة للقيام بهذه المأمورية على الوجه المطلوب، والقيام بزيارات تفقدية أثناء العمل الليلي بصفة مستمرة، سواء من طرف مدير المؤسسة أو رئيس مصلحة الامن والانضباط أو أحد نوابهما، مع الإشارة الى ذلك بسجل الديمومة.
وحرصت المذكرة على تكثيف المراقبة الليلية التي يجريها رئيس المركز، وتعزيز المراقبة الإلكترونية داخل المؤسسة ولمحيطها الخارجي والاشعار الفوري عند رصد أية تحركات مريبة للعربات والأشخاص، وعقد لقاءات منتظمة، وكلما دعت الضرورة إلى ذلك، مع جميع الموظفين وبالخصوص الجدد منهم، لتمكينهم من الإلمام بالضوابط القانونية المعمول بها وذلك لتجنيبهم الوقوع في أخطاء فادحة يمكن أن تخل بالأمن وتهدد سلامتهم، واستخلاص الدروس من هفوات الآخرين.
السجناء الخطيرون
وذكر محمد صالح التامك بالعمل على تفعيل المقتضيات التنظيمية الواردة بالدلائل المسطرية، خصوصا مساطر التدبير الأمني والدليل الخاص بالسجناء الخطيرين، والحرص على تجميع المفاتيح الخاصة بالمعقل عند نهاية عملية النداء المسائية، وايداعها لدى رئيس مركز الحراسة الليلية بخزانة حديدية وفي مكان مؤمن، وحث الموظفين على التحلي باليقظة والفطنة في التعامل مع حالات الفوضى والشجارات المفتعلة من طرف المعتقلين لصرف انتباههم وزعزعة الأمن بالمؤسسة.
ونبه التامك الموظفين إلى مدى أهمية الحرص على أمنهم وسلامتهم، وحثهم على الالتزام بعدم فتح الغرف ليلا بهدف التدخل إلا في الحالات الضرورية المستعجلة، وذلك تحت الإشراف المباشر لرئيس مركز الحراسة الليلية، وبعد توفير الدعم الكافي من الموظفين، مع الإشعار الفوري لمدير المؤسسة ولرئيس مصلحة الأمن والانضباط، وإغلاق الجناح موضوع التدخل من الجهة الخارجية، والتريث أثناء التدخل لكسب الوقت إلى حين التحاق فرق الدعم، مع اتخاذ الاحتياطات الأمنية الكفيلة بضبط الأمن وضمان السلامة للجميع.
تفتيش الزنازن
وفي ظل حالة الاستنفار التي خلقتها دعوات ” الحريك” بالسجون، نبه محمد صالح التامك إلى الحرص على تفتيش الزنازن بشكل منتظم، ومراقبة وسائل الإغلاق بصفة دورية، والتأكد يوميا من سلامة الأقفال والقضبان، وتكثيف الإجراءات اللازمة لمنع تسريب الممنوعات إلى داخل المؤسسات السجنية والسهر على القيام بها بكل دقة وصرامة.
وأمر التامك موظفيه بضرورة إطلاع الجميع على فحوى هذه المذكرة، مهيبا بهم بالمزيد من اليقظة والحذر وبالعمل بكل جدية ومسؤولية في تنفيذ هذه التعليمات لتحقيق الأهداف المرجوة منها، وأخذ العبرة من الحوادث التي عرفتها بعض المؤسسات السجنية، بما من شأنه ضمان استتباب الأمن بالمؤسسات السجنية والحفاظ على سلامة السجناء.
التعليقات 0