في خطوة غير مسبوقة لتعزيز القيم الإنسانية ومواجهة التطرف، أعلنت مجموعة من القيادات الفكرية والروحية من مختلف أنحاء العالم، اليوم، عن تأسيس “التحالف العالمي للطرق الصوفية“، وهي منظمة غير ربحية تهدف لنشر قيم التصوف في تحقيق السلام العالمي وتوحيد الجهود لتعزيز التسامح بين الشعوب. ويستند التحالف إلى المبادئ الأساسية للصوفية من محبة وتسامح وسلام داخلي، مستهدفا إحداث تأثير إيجابي ومستدام عبر تقديم حلول تسهم في بناء عالم أفضل وأكثر استقرارا.
وحول رؤية التحالف، أكد القائمون أن فلسفة التصوف تعتبر نموذجا للتزكية الروحية والإصلاح الذاتي، بما يسهم في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة بين مختلف الثقافات والأديان. وتهدف المنظمة إلى خلق منصة عالمية تجمع الطرق الصوفية والمراكز الروحية، ضمن مسعى مشترك لنشر روح التفاهم والسلام. ويعزز التحالف من خلال هذه المبادرة جسور الحوار بين الثقافات، ويعمل على بناء تواصل مستدام بين الشعوب عبر نشر رسائل المحبة والسلام.
نشر السلام ومواجهة التطرف
ويهدف التحالف العالمي للطرق الصوفية إلى تحقيق تأثير إيجابي على مستوى العالم عبر تعزيز السلم العالمي والتفاهم بين الثقافات، من خلال تقديم التصوف كوسيلة للسلام الداخلي والخارجي، وخلق مساحة للحوار البناء بين الأديان والثقافات المختلفة. كما يسعى التحالف إلى مكافحة التطرف والعنف عبر نشر الفكر الصوفي المعتدل، وتقديم برامج تعليمية وتوعوية تعزز من قيم التعايش والتسامح. ويولي التحالف اهتماما كبيرا بحفظ التراث الصوفي باعتباره إرثا ثقافيا وإنسانيا، والعمل على نقله للأجيال الجديدة ليكون منبعا للسلام الداخلي. وإلى جانب ذلك، يطلق التحالف مبادرات إنسانية تعكس قيم التصوف وتسهم في تحسين الظروف المعيشية في المناطق المهمشة. ويسعى أيضا إلى تثقيف الشباب حول القيم الصوفية وتزويدهم بوسائل لتطبيقها في حياتهم اليومية، ليكونوا سفراء للسلام في مجتمعاتهم، ويمثلوا نموذجا يعزز التفاهم والإخاء.
آليات التحالف وبرامجه العالمية
وأعلن التحالف أنه سيعمل على تنفيذ هذه الأهداف عبر سلسلة من البرامج والأنشطة المتنوعة التي تشمل مؤتمرات دولية وورش عمل ومبادرات تثقيفية، بهدف توثيق التواصل بين الطرق الصوفية عالميا وتعزيز الحوار بين الثقافات. كما سيطلق التحالف موقعا إلكترونيا شاملا ومنصات على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر محتوى توعوي حول التصوف، ودوره في التصدي للأفكار المتطرفة، إضافة إلى قناة ويب تقدم محاضرات ومواد تثقيفية في هذا السياق.
ومن المقرر أن ينظم التحالف مؤتمرا سنويا يجمع شخصيات صوفية بارزة وقادة فكر عالميين، لبحث التحديات الحالية وتقديم حلول لتعزيز ثقافة السلم والتصدي للتطرف، في إطار جهود التحالف لمد جسور التواصل والتفاهم بين الشعوب.
شراكات دولية لمكافحة التطرف وتعزيز التسامح
ويسعى التحالف إلى التعاون مع مؤسسات دولية كالأمم المتحدة واليونسكو ومنظمات أخرى تدعم جهود السلام والحوار بين الأديان، وذلك بهدف إطلاق مبادرات مشتركة لمكافحة التطرف الفكري وتعزيز التفاهم العالمي. وأكد المؤسسون أن الشراكة مع المنظمات الدولية ستساعدهم على الوصول إلى شريحة أوسع من المجتمعات وتقديم التصوف كبديل يعزز التسامح ونبذ العنف.
دعوة للانضمام ودعم رسالة التحالف
واختتم القائمون على التحالف بتوجيه دعوة مفتوحة للأفراد والمؤسسات حول العالم، للمساهمة في جهوده الرامية لتعزيز السلم العالمي ونشر التسامح، مؤكدين أن التعاون بين مختلف الأطراف سيساهم في تحقيق الأهداف الطموحة للتحالف ويعزز من تأثيره الإيجابي. وأعرب القائمون على التحالف عن أملهم في أن يسهم التصوف، بما يحمله من قيم روحية سامية، في بناء عالم أكثر سلما وأمانا للأجيال القادمة، من خلال نشر مبادئ المحبة، الرحمة، والإخاء.
التعليقات 0