مع انطلاق موسم جني الزيتون في المغرب، شهدت الأسواق الوطنية ارتفاعا حادا في أسعار زيت الزيتون، حيث تراوح سعر اللتر بين 100 و112 درهما، مما جعل من الصعب على العديد من الأسر اقتناءه بكمية كافية، على الرغم من الجهود المبذولة في المخططات الفلاحية الكبرى بالمملكة.
وأوضح الفلاحون أن هذا الموسم سيشهد نقصا في إنتاج زيت الزيتون، حيث برز هذا التوجه منذ نهاية شهر أكتوبر الماضي، متوقعين أن يصل سعر اللتر إلى 112 درهما أو أكثر، وهو ما يثير قلقا بين المستهلكين الذين يعتمدون بشكل كبير على هذا المنتج في غذائهم اليومي.
تراجع الإنتاج وزيادة الطلب على “الذهب الأخضر”
في المناطق الشرقية، وتحديدا في سهل صبرة وبوعرك بإقليم الناظور، أشار المزارعون إلى أن تراجع المحصول يعود بشكل رئيسي إلى قلة الأمطار وارتفاع الطلب على زيت الزيتون، الذي أضحى مجالا استثماريا يحقق عائدات كبيرة للفلاحين الكبار. هذا الارتفاع في الطلب، مقترنا بتراجع الإنتاج، ساهم في تحويل الزيتون إلى ما يعرف بـ”الذهب الأخضر” في الأوساط الزراعية.
استيراد الزيت كحل مؤقت
أمام هذا الوضع المتأزم، يرى بعض المتابعين أن استيراد زيت الزيتون قد يكون حلا ضروريا لتخفيف الضغط على السوق المحلي. ورغم أن هذا الخيار قد يساهم في استقرار الأسعار نسبيا، إلا أن تأثيره سيكون أكثر وضوحا على الفئات الميسورة، في حين ستظل الأسر ذات الدخل المحدود تعاني في تأمين احتياجاتها الأساسية من زيت الزيتون، الذي يشكل جزءا أساسيا من مائدة الإفطار التقليدية في المغرب.
وتأتي هذه التحولات في ظل تزايد أهمية هذا المنتج في المملكة، التي تعد من بين أبرز الدول المنتجة للزيتون في العالم، ما يضع تحديات جديدة أمام الحكومة والمزارعين لضمان تلبية الطلب المحلي مع المحافظة على الاستدامة والتوازن في الأسواق.
التعليقات 0