أكد مصدر موثوق، أن ما عجل بتحريك المتابعة في ملف المتهمين محمد كريمين، الرئيس السابق لجماعة بوزنيقة، وعبد العزيز البدراوي، المدير العام لشركة “أوزون” للنظافة، هو توصل عضو جماعي من المجلس البلدي لبوزنيقة بوثيقة تحويل مبلغ مليارين بدون موجب حق إلى شركة البدراوي، لا يتوفر المجلس على فواتيرها، إضافة إلى تحويل مشروع دار الشباب إلى بقع أرضية وزعت على أفراد من عائلة رئيس الجماعة، بمن فيها والدته وإخوانه وبسطه السيطرة على مصلحة التعمير التي عين فيها أحد الموظفين الذي يشتغل بأوامره، ولا يتحرك إلا بإذنه.
مقالع ببنسليمان وشراكات مشكوك فيها
المصدر نفسه، أكد، في اتصال ب”آش نيوز“، أن بعض أعضاء المجلس البلدي لبوزنيقة، من المعارضة، تحصلوا على وثيقة عبارة عن عقد شراكة بين المتهمين كريمين والبدراوي، في شركة “أوزون”، إضافة إلى شراكة أخرى بينهما في أحد المقالع بمنطقة بنسليمان، إلى جانب شخص آخر يشتغل في مجال بعيد عن السياسة، مشيرا إلى أن انتخاب كريمين كرئيس المجلس البلدي لبوزنيقة، وهو شريك في الشركة المذكورة التي تعمل في مجال النظافة مع باشوية بوزنيقة، تجعله في حالة تناف، ومضيفا أن ملف ترشيحه للانتخابات لم يمر من مساره الصحيح، من خلال البحث الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والسلطات المختصة ومصالح وزارة الداخلية، كما وقع مع محمد بودريقة، المعتقل احتياطيا بهامبورغ، والذي كان موضوع شكايات لشيكات بدون رصيد وتهرب ضريبي منذ 2019.
وقال المصدر، في الاتصال نفسه، إن العديد من مستشاري المجلس الجماعي لبوزنيقة، اشتكوا ونددوا بعشوائية التسيير والزبونية وخرق القانون، مضيفا أن من الأسباب التي ورطت محمد كريمين، هو أنه تسبب في إشعال سوق الأبقار في المغرب خلال ترؤسه الجمعية الوطنية للحوم الحمراء، إذ كان يرفع تقارير خاطئة عن طريق تضخيم الفاتورات والأعلاف وكذا تخصيب الأبقار واستعمال ممتلكات الجماعة وشاحنات وآلات في أغراضه الفلاحية في ضيعته الكائنة بدوار الكرين. وأضاف أن محمد كريمين كان يكلف أحد أتباعه، بإرسال مجموعة من الأشخاص لأداء مناسك العمرة، كان يستغلهم بعد ذلك في حملته الانتخابية عن طريق منحة مالية كانت تقدم لفريق كرة قدم تم الاستماع إلى رئيسه من قبل الفرقة الوطنية في 2010، بخصوص فواتير وهمية .
تلاعب في الفواتير
ويحكي المصدر نفسه، أن المجلس الجماعي لبوزنيقة، بعد اكتشاف التلاعب في فواتير شركة “أوزون”، قرر تغييرها، إذ أكد أحد المستشارين بالمجلس أن “مستحقاتها” في بوزنيقة أعلى بكثير من فاتورة المجلس البلدي لسطات الذي تشتغل به شركة “أفيردا”، علما أن بوزنيقة كانت غارقة في الأزبال مع أنها تعتبر مدينة سياحية بامتياز.
ومنذ إيداع عبد العزيز البدراوي سجن عكاشة، بدأت شركة “أوزون” تعرف انهيارا، بحيث ألغيت مجموعة عقود تفويض النظافة من مجالس عديدة وتراكمت الديون عليها، حسب المصدر، الذي أوضح أنه، أسابيع قليلة قبل اعتقال كريمين رفقة البدراوي، قام رفقة برلماني من مدينة تمارة على علاقة بمسؤولين كبار، بزيارة مستشار ملكي ليتدخل في ملفه، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، لكنه أصر على البحث عن طريقة أخرى إلى أن سمحت له الفرصة بمقابلة مسؤول قضائي رفيع المستوى، ببيته هذه المرة، وهو اللقاء الذي خرج منه كريمين خاوي الوفاض، بعد أن تم إخباره بأن القانون سيأخذ مجراه في حال ثبت أي شيء يدينه، ليتم اعتقال كريمين في الأسبوع الموالي، بعد رفضه المثول أمام أنظار الوكيل العام بدعوى أنه يرقد بمصحة لتلقي العلاج، بحيث أحضر من الغرفة التي كان يرقد بها بالمصحة.
انتهاء التحقيق
وكان قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء أنهى التحقيق في ملف محمد كريمين وعبد العزيز البدراوي، في انتظار أن يتم تحديد الجلسة الأولى للملف مباشرة بعد انتهاء الإضراب الذي يخوضه المحامون احتجاجا على مشاريع قوانين المسطرة المدنية والجنائية، حسب ما أكدته جريدة “هسبريس” قبل أيام.
التعليقات 0