في وقت يتوقع فيه الخبراء ارتفاع منسوب الرغبة الجنسية بين الشباب في العشرينيات من عمرهم، ظهرت ظاهرة جديدة تثير التساؤلات، وهي أن الجيل الجديد من الشباب بات يمتنع عن ممارسة الجنس طواعية، رغم ما قد يترتب على ذلك من آثار سلبية على حياتهم الشخصية والاجتماعية، بينما يعتبر البعض أن هذه الظاهرة جزء من تغيرات اجتماعية وثقافية، ونجد آخرين يعتقدون أنها انعكاس للمشاكل النفسية والضغوطات التي يواجهها الجيل الجديد.
هل العزوف عن الجنس هو الحل؟
وفي تحليل نشرته الكاتبة أوليفيا بيتر في جريدة “Independent Arabia“، أجرت الكاتبة استطلاعا مع مجموعة من الشباب في مقتبل العمر، وكشفت أن العديد من الشابات في العشرينيات من عمرهن قد حذفن تطبيقات المواعدة الغرامية، ليس بسبب السأم من المواعدة أو البحث الطويل عن شريك، بل بسبب مشكلة أعمق تتعلق بالجنس.
وتعتقد الكاتبة أن هذا التحول قد يبدو غير مألوف بالنظر إلى أن العشرينيات من العمر عادة ما تكون فترة ذروة الرغبات الجنسية والتمتع بالعلاقات العاطفية، إلا أن هناك تغيرا في أولويات الشباب، حيث يبدو أن العديد منهم باتوا يفضلون الابتعاد عن العلاقات الجنسية، ربما في سعي منهم للتركيز على أنفسهم وعلى أهدافهم الشخصية بعيدا عن الضغوط الاجتماعية.
“حب الذات” والتبتل
ومن الواضح أن هناك تحولا في مفاهيم “حب الذات” و”الاستقلالية”، التي تعرضت في السنوات الأخيرة لانتقادات وحظيت في الوقت ذاته بقبول أكبر من قبل الشباب، ويبدو أن التبتل، أي الامتناع عن الزواج والعزوبية، أصبح خيارا مفضلا لدى العديد من الشباب الذين يرون في ذلك فرصة للتركيز على تطوير الذات والعيش بطريقة أكثر توازنا، تقول الكاتبة.
وحسب أحد الشابات التي شاركت في استطلاع أوليفيا بيتر قالت: “يدخل جميعنا في روتين معين بسرعة شديدة ونتبع ما يفعله الآخرون من دون تفكير… آمل أن تعلمني التجربة مزيدا من المرونة واحترام الذات”، وهذه الفكرة تعكس رغبة العديد من الشباب في تخصيص وقت لأنفسهم بعيدا عن الضغوط الاجتماعية والجنسانية.
التعليقات 0