أطفال الشوارع في أزقة البيضاء.. واقع مرير وحياة بلا مأوى
أينما وليت وجهك تجد بين الفينة والأخرى أطفال الشوارع، خاصة في مدينة الدار البيضاء، التي تعد شوارعها الملاذ الاضطراري الوحيد لآلاف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و16 سنة، من بينهم إناث وذكور.
حياة التسول
وفي هذا الصدد كشف وليد، الذي يبلغ من العمر حوالي 15 سنة، والذي يعيش حياته في الشوارع، أنه يعيش من التسول وأحيانا يغسل زجاج السيارات لكسب بعض المال.
ورغم صغر سنه، يقول وليد إنه لا يتذكر عمره بدقة، فقد ترك قريته الصغيرة في نواحي قلعة السراغنة هربا من الفقر المدقع، وتوجه إلى الدار البيضاء، آملا في العثور على حياة أفضل في هذه المدينة الكبيرة التي تختلف كثيرا عن قريته.
وأشار وليد إلى أنه في هذه المدينة، يواجه منافسة شرسة من الأطفال الآخرين، بما فيهم الأطفال الأفارقة الذين يتواجدون أيضا في الشوارع، كما لو أنهم يتنافسون في سوق للربح.
ظروف الحياة في الشوارع
وأوضح وليد في حديثه لـ“آش نيوز”، أنه ينام في الشوارع أو في أماكن مهجورة برفقة أصدقائه، كما أن هناك فتيات في مثل وضعه يعشن نفس الظروف، يتسولن في الشوارع ويعانين من غياب الأهل والرعاية، وبين الحين والآخر، يزداد الأمل لديهم عندما يتدخل بعض المحسنين لينعموا عليهم ببعض الألبسة والطعام.
ومن جانبها، أكدت نجاة أنور، رئيسة جمعية “ما تقيش ولدي”، أن الوضع الذي يعيش فيه أطفال الشوارع، يثير القلق ليس فقط على المستوى المحلي ولكن عالميا أيضا، وقالت في تصريح للموقع، إن “هذه الفئة تحتاج إلى رعاية مستعجلة من قبل جميع الأطراف المعنية”.
معالجة الظاهرة
وأوضحت نجاة أنور أن تدبير ظاهرة أطفال الشوارع من اختصاص وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وهي الوزارة المسؤولة عن رعاية الأطفال في وضعية الشارع، كما أشارت إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ انطلاقها في 2005، قد ساهمت بشكل ملحوظ في إحداث مراكز استقبال لهؤلاء الأطفال، من خلال شراكة مع الوزارة المعنية والمجتمع المدني.
مكتسبات حقوقية واجتماعية
وفي حديثها عن حقوق الطفل في المغرب، أشادت نجاة أنور بالعديد من المكتسبات التي تحققت تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، وقالت إنه على الرغم من التحديات، فقد تم تحقيق تقدم كبير في مجال حماية حقوق الطفل، حيث تم إطلاق العديد من المشاريع التي تهدف إلى تحسين وضعية الأطفال المغاربة اجتماعيا وقانونيا.
مشيرة إلى أن واقع أطفال الشوارع في المغرب يبقى مؤلما، ويتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية لمساعدتهم وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهم، فرغم التحديات، يبقى الأمل في تحسين وضعهم من خلال مزيد من البرامج والمبادرات التي تضمن لهم حقوقهم وحمايتهم من قسوة الحياة في الشوارع.
تعليقات 0