جدد عدد من الفاعلين في مجال الصحة النفسية وأعضاء المجتمع المدني، مطالبهم لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتوسيع دائرة إنشاء مراكز خاصة لعلاج الإدمان، مشيرين إلى أن ظاهرة الإدمان في تزايد مستمر، ما يستدعي استجابة سريعة من خلال توفير العلاجات اللازمة.

وأكد الفاعلون أن العديد من الشباب يواجهون مشاكل نفسية وصحية خطيرة بسبب تعاطيهم للمخدرات، ما يتطلب تدخلا عاجلا لتأمين العلاج والدعم النفسي.

أهمية إنشاء مراكز للعلاج 

وفي هذا السياق، أكد محمد كحلاوي، أخصائي في علاج الإدمان والأمراض العقلية والنفسية، أن المخدرات تترك تأثيرات خطيرة على المدمنين على المدى القريب والمتوسط والبعيد.

وقال كحلاوي في تصريح لـ “آش نيوز”، إن المواد المخدرة تعطي شعورا وهميا بالنشوة والسعادة في البداية، لكن بعد فترة، يبدأ المدمن في مواجهة أعراض سلبية مثل ارتعاش اليدين، القلق، والعنف اللفظي والجسدي، ويصبح فكره مركزا فقط على العودة لاستخدام المخدرات مرة أخرى.

وشدد كحلاوي على ضرورة إحداث مراكز للعلاج في الأقاليم والجهات المختلفة لمواكبة هذه الظاهرة المتزايدة وتوفير العلاجات المناسبة للمصابين بها.

 ارتفاع عدد المدمنين في الحسيمة 

ومن جهة أخرى، دخلت هذه القضية إلى البرلمان، حيث وجه عبد الحق أمغار، البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، متسائلا عن الأسباب وراء استمرار إغلاق مركز علاج الإدمان في الحسيمة، رغم الحاجة الملحة لهذا المركز، وطالب بإجراءات استعجالية لإعادة فتحه وتوفير الخدمات الضرورية للشباب المدمنين في الإقليم، كما استفسر عن استراتيجية الوزارة لتوفير بيئة علاجية مناسبة لهذه الفئة.

وأشار البرلماني إلى أن إقليم الحسيمة يشهد ارتفاعا ملحوظا في عدد الشباب المدمنين على المخدرات، خصوصا المخدرات القوية، وهي ظاهرة تشكل تهديدا صحيا واجتماعيا كبيرا.

وتابع عبد الحق أمغار، أن هذه الإشكالية تجعل المدمنين يضطرون إلى السفر إلى مدن أخرى مثل تطوان أو فاس أو طنجة للحصول على العلاج، مما يسبب عبئا إضافيا على الأسر من حيث التكاليف المالية وصعوبة التنقل.