يعود النقاش حول الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة ليطفو على السطح مع اقتراب بداية العام الجديد، وفي هذا السياق، يرى إدريس الكنبوري باحث ومتخصص في الجماعات الإسلامية والفكر الإسلامي، أن الإنسان يظل حرا في الاحتفال بهذه المناسبة، طالما أن هذا الاحتفال لا يحمل إشكالية دينية بحتة، إذ لا يوجد مانع من الاحتفال بهذه المناسبة من منظور إيماني، بشرط أن يكون ذلك ضمن حدود الاحترام للمعتقدات الإسلامية التي تدعو للإيمان بجميع الأنبياء.

السنة الميلادية 

وأشار إدريس الكنبوري في اتصال مع “آش نيوز”، إلى أن الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة داخل المجتمع المغربي على سبيل المثال، في طبيعته، يختلف عن الاحتفالات التي تقام في المجتمعات الأوروبية التي تتضمن بعض الممارسات البعيدة عن القيم الإسلامية، مثل شرب الخمر.

ويقول الكنبوري: “الاحتفال بالمولد النبوي يجب أن يكون شبيها بالاحتفال بمولد عيسى عليه السلام، لأن كلا النبيين، محمد وعيسى عليهما السلام، مذكورين في القرآن الكريم، وكلاهما مسلمين”.

ومن هنا طرح الكنبوري تساؤلا مهما: “لماذا يتم الاحتفال بمولد محمد صلى الله عليه وسلم بالصلاة والدعاء، بينما يتم الاحتفال بمولد عيسى عليه السلام بالخمر والاحتفالات الغربية التي لا تتماشى مع القيم الدينية؟.

تقاليد المجتمعات الأوروبية

وفي تحليل للاحتفال بالسنة الميلادية، ذكر إدريس الكنبوري الانتباه إلى الطابع التقليدي للاحتفالات، الذي بات يعتمد بشكل كبير على تقاليد المجتمعات الأوروبية، إذ يجد الكنبوري أن هذه الاحتفالات أصبحت جزءا من ثقافة مستوردة، يشارك فيها الكثيرون من دون تفكير عميق في دلالاتها.

منظور سياسي

ومن ناحية سياسية، يرى إدريس الكنبوري أن الاحتفال بالسنة الميلادية يجب أن يتم تقييمه في ضوء الأحداث السياسية الحالية، ويشير إلى أن السنة الحالية هي “سنة استثنائية” بسبب الأزمات الكبرى التي يشهدها العالم، مثل المجازر في غزة وسوريا، والتي تقف وراءها قوى كبرى، بما فيها الكنيسة الكاثوليكية وبعض الدول الأوروبية.

وفي هذا السياق، طالب إدريس الكنبوري المسلمين بتوجيه رسالة سياسية واضحة عبر مقاطعة الاحتفالات، تعبيرا عن رفضهم لمواقف الكنيسة والفاتيكان في دعم الكيان الصهيوني.

موقف المسلمين

وأشار إدريس الكنبوري إلى أن المواقف السياسية للكنيسة الكاثوليكية والدول الأوروبية، خصوصا في دعمها للكيان الصهيوني، تتطلب رد فعل من المسلمين، مبرزا أن العالم شهد في السنة الماضية، تضامن المسيحيين في بيت لحم مع الشعب الفلسطيني عبر مقاطعتهم للاحتفالات، مما يطرح تساؤلا حول موقف المسلمين في هذا السياق.

وأضاف: “نحن بحاجة إلى موقف سياسي من هذا الموضوع. يجب على المسلمين أن يشعروا الكنيسة والفاتيكان باحتجاجهم، ويجب أن يكون لهم دور واضح في مقاطعة هذه الاحتفالات”.