وصل مسبار “باركر”، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى أقرب مسافة من الشمس، وذلك عشية عيد الميلاد، في خطوة تهدف إلى دراسة غلافها الجوي وكشف أسرار جديدة عن نجم مجموعتنا الشمسية.

الفهم العلمي للشمس

المسبار، الذي أطلق في غشت 2018 بمهمة تمتد لسبع سنوات، يهدف إلى تعزيز الفهم العلمي للشمس، بما في ذلك الظواهر مثل العواصف الشمسية التي تؤثر بشكل كبير على أنظمة الاتصالات على كوكب الأرض. وفي 24 دجنبر، اقترب “باركر” من الشمس بمسافة قياسية بلغت 6.2 مليون كيلومتر، وهو أقرب اقتراب في تاريخ البشرية.

وفي بلاغ صادر عن فريق المهمة، قال العالم إريك بوسنر: “هذه المهمة هي مثال على جرأة “ناسا“، حيث نحقق إنجازا لم يتجرأ أحد على تحقيقه من قبل، للإجابة عن تساؤلات قديمة حول كوننا”. وأضاف بوسنر أن الفريق يتطلع إلى تلقي البيانات العلمية الجديدة في الأسابيع المقبلة، ما يفتح آفاقا غير مسبوقة في دراسة الشمس.

تأثيرات الطقس الفضائي على الأرض

خلال هذا الاقتراب، سيتحرك المسبار بسرعة مذهلة تصل إلى 690 ألف كيلومتر في الساعة، ما يعادل الانتقال من طوكيو إلى واشنطن في أقل من دقيقة. وبرغم الحرارة القصوى التي تصل إلى نحو 930 درجة مئوية، والتي ستتعرض لها الدرع الحرارية، ستبقى الأدوات الداخلية للمسبار محمية عند درجة حرارة مريحة تبلغ نحو 29 درجة مئوية.

يركز “باركر” على دراسة الطبقة الخارجية من غلاف الشمس، المعروفة بالإكليل، لفهم سبب ارتفاع حرارتها بمقدار 200 مرة عن سطح الشمس نفسه. هذه المهمة هي الأولى من ثلاث محاولات قياسية للاقتراب من الشمس، حيث من المقرر أن يعيد “باركر” تكرار هذا الإنجاز في مارس ويونيو 2025.

من المقرر أن يقدم هذا المسبار رؤى جديدة ستحدث تحولا في فهمنا للشمس، مما يساهم في تحسين تقنيات الحماية من تأثيرات الطقس الفضائي على الأرض.