أثارت الفيديوهات والصور التي توثق التدخلات التقليدية التي قامت بها المديرية الإقليمية والسلطات المحلية في ورزازات لتوفير حطب التدفئة في المدارس، استياء عدد من الحقوقيين الذين خرجوا للتنديد مجددا بالوضع المزري الذي تعيشه ساكنة المناطق الجبلية في المغرب، خاصة في ظل موجة الصقيع الأخيرة، والنشرات الإنذارية المتتالية التي أصدرتها المديرية العامة للأرصاد الجوية.

التدفئة الكهربائية

وأكد بعض الفاعلين المدنيين في جهة ورزازات، في اتصال مع “آش نيوز”، أن التدفئة الكهربائية ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورة ملحة للحفاظ على صحة الأطفال الذين لا تستطيع أجسادهم الصغيرة تحمل قسوة موجة الصقيع، وأضافوا: “أطفالنا ليس لديهم فرو الدببة أو جلد البطريق”، مشددين على ضرورة توفير بيئة تعليمية صحية وآمنة.

وطرح الفاعلون المدنيون تساؤلات حول سبب حرمان التلاميذ الصغار من حقهم في التدفئة المستدامة والنظيفة، التي تتمتع بفعالية أكبر، مشيرين إلى أن توفير أجهزة التدفئة لا يجب أن يقتصر على مكاتب المسؤولين، بل يجب أن يشمل المدارس.

بيئة تعليمية صحية

وتابع المتحدثون: “بينما تواصل الحكومة إعلاناتها حول مشاريع الربط الكهربائي في المناطق الجبلية والقروية، فإن العديد من المدارس في هذه المناطق ما زالت تعتمد على وسائل تدفئة تقليدية مثل الحطب، الذي لا يوفر الدفء الكافي ولا يحمي التلاميذ من موجات الصقيع القاسية، فهل من المعقول أن نترك تلاميذ هذه المناطق يعانون من البرد القارس في حين أن لدينا القدرة على توفير بيئة تعليمية صحية وآمنة لهم؟”.

وأضافوا أن هذا الوضع يستدعي من الوزارة المختصة والحكومة بشكل عام تخصيص ميزانية كافية واتخاذ الإجراءات الضرورية لتوفير تدفئة مستدامة وفعالة في المدارس التي تشهد موجات صقيع شديدة، مشيرين إلى أن توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية للتلاميذ يجب أن يكون أولوية، وأنه لا يجب السماح باستمرار معاناتهم في مثل هذه الظروف القاسية.