كافر مغربي يعلق على المفكر المكفّر
هشام نوستيك كتب في مقال خص به "آش نيوز" عن جمعه بيت النور والظلام والكرافاتة واللحية غير المرئية في تناقض وتعايش غريب

عقل الإنسان معقد للغاية. فهو قادر على جمع مجموعة من التناقضات والتعايش معها. أحد المفكرين في بلادنا المغربية السعيدة استطاع أن يجمع بين التفكير والتكفير، بين النور والظلام، بين الكرافاتة واللحية (غير المرئية). الدكتور والمفكر الحليق، الذي دائما ما يبهرنا بعجائبه، أثار الجدل في إحدى تدويناته الأخيرة، حيث كتب رثاء كاملا متكاملا عن الإرهابي المغربي عبد العزيز. من هو هذا الإرهابي؟ مغربي أنعم الله عليه بالذهاب لأمريكا عن طريق القرعة. بدلا من أن يستغل الفرصة ويبني حياته ويساعد أهله، أخذ تأشيرة إلى إسرائيل، وصل هناك ثم ذهب إلى حانة، حمل سكينا وطعن به أربعة أشخاص، فجاءت الشرطة وأطلقوا النار عليه وقتلوه. وانتهى الحلم الأمريكي.
مفكرنا سعيد بالشهيد كما سماه، لأن الموت في فلسطين بالنسبة إليه خير ألف مرة من الموت العادي. نعم يا صديقي، ما زلت تفعل في المغرب؟ تريد أن تموت موتة عادية؟ هناك عرض الآن لموت VIP في إسرائيل يرسلك مباشرة إلى الجنة.
المفكر سعيد لأن أسرة الإرهابي ستستفيد من الشفاعة يوم القيامة بدلا من التحويلات المالية التي كان يمكن أن تأتي من ابنهم وتساعدهم في الحياة. يشجع جيلا كاملا على الإرهاب وهو جالس على الأريكة يشاهد نيتفليكس ويكتب تدوينات إرهابية.
المفكر يريد منا أن نسمي شارعا باسم المجرم، لأن هذا العمل الإرهابي رفع قيمة المغرب في العالم.
اقرأ أيضاً:
المفكر الحليق العتيق لديه متلازمة غريبة وعجيبة وصعبة، يريد أن يكون شيئين في نفس الوقت، يريد أن يكون المفكر الكبير الذي لا يشق له غبار، ويريد أن يكون أمير جماعة إرهابية ذو كاريزما مبهرة.
المفكر الذي يحس بالرعشة عندما يشاهد الجولاني على قناة الجزيرة، يؤمن بفكرة أن المفكر القوي أفضل من المفكر الضعيف. يتمنى لو كان بإمكانه إقناع الناس بالقوة بالإسهال الفكري التكفيري الذي يخرج منه، وإلا قتلهم!
قيل قديما إن الغراب أراد أن يقلد مشية الحمامة، فلم يستطع ونسي مشيته. المفكر الحليق أراد أن يقلد المفكرين والشيوخ، فلم ينجح لا في التفكير ولا في المشيخة.
أمن الدولة يجب أن يعطي اهتماما لهذا المنظر الإرهابي، ويقرأ بين سطور تدويناته، حتى لا نندم إذا وقعت أي فاجعة.
تعليقات 0