تبون من الرفض المطلق إلى القبول المشروط للتطبيع.. تحول يثير السخرية
تبون يثير موجة سخرية واسعة بعد انتقاله من رفض التطبيع إلى القبول المشروط تزامنا مع عودة ترامب وصحفي إسرائيلي يهينه

تحول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مادة دسمة للسخرية بعد انتقاله المفاجئ من الرفض المطلق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل إلى الموافقة المشروطة، وهو التغيير الذي تزامن مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في مشهد يطرح تساؤلات حول الموقف الجزائري المتقلب تجاه القضية الفلسطينية.
وطوال سنوات حكمه، كان تبون أحد أبرز المعارضين للتطبيع، بل إنه جعل من هذا الملف ذريعة رئيسية لقطع العلاقات مع المغرب، واتخذ مواقف تصعيدية أبرزها دعوة مصر لفتح حدودها أمام الجيش الجزائري لدخول قطاع غزة، في خطوة أثارت حينها جدلا واسعا.
تحول مفاجئ ورسالة غير مباشرة إلى ترامب
لكن بعد كل هذه المواقف التصعيدية، ظهر تبون بلغة مغايرة تماما، حيث أبدى استعداده لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشرط إقامة دولة فلسطينية، وهو الموقف الذي فسر على نطاق واسع بأنه رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، مفادها أن الجزائر مستعدة لإعادة النظر في سياساتها الخارجية وفق المصالح الدولية، لا سيما بعد أن كان ترامب أول رئيس أمريكي يعترف بمغربية الصحراء.
هذا التغير السريع أثار موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر العديد من المعلقين أن تصريحات تبون محاولة واضحة لاسترضاء ترامب، في ظل التحولات الجيوسياسية التي تعيد رسم ملامح المنطقة.
مواقف إسرائيلية تهاجم تناقضات الجزائر
لم تقتصر السخرية من تصريحات تبون على الأوساط العربية فقط، بل امتدت إلى الدوائر الإسرائيلية، حيث نشر الصحفي والباحث الأكاديمي الإسرائيلي، إيدي كوهين، تغريدة عبر حسابه على موقع “إكس”، وصف فيها الموقف الجزائري بأنه “أكبر كذبة انطلت على العرب”.
وقال كوهين: “بالأمس سمعنا عن رغبة الرئيس الجزائري في التطبيع، واليوم يرفض استقبال إرهابيين من حماس”، حسب تعبيره، في إشارة إلى المواقف المتناقضة للجزائر تجاه المقاومة الفلسطينية.
كما أضاف بسخرية: “والله بدأت أحب عبد المجيد تبون نسبيا، فمنذ الأمس وهو يتملق الإسرائيليين ويحاول التقرب منهم”، في إشارة إلى التغير المفاجئ في الموقف الرسمي الجزائري.
تحولات في المشهد السياسي الجزائري
ويبقى موقف تبون الأخير مؤشرا على تحولات أعمق في السياسة الخارجية الجزائرية، التي يبدو أنها بدأت تتأقلم مع التغيرات الدولية بطريقة أكثر براغماتية، مما يعيد صياغة مواقفها التقليدية، إذ لطالما قدمت نفسها على أنها مدافعة شرسة عن القضية الفلسطينية. لكن هذا التحول لم يمر مرور الكرام، بل أثار انتقادات لاذعة وسخرية واسعة، في انتظار أن تتضح ملامح التوجه الجديد للنظام الجزائري في علاقاته الإقليمية والدولية.
تعليقات 0