آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV20 مارس 2025 - 21:55

المغرب في منعطف تنموي جديد.. قراءة في مسار الإصلاحات الكبرى

عرف تحولات اقتصادية واجتماعية كبرى تعكس إرادة سياسية قوية لتحقيق عدالة اجتماعية شاملة

مسار الإصلاحات الكبرى

يشهد المغرب في الفترة الأخيرة تحولات اقتصادية واجتماعية كبرى، تعكس إرادة سياسية قوية لتحديث الاقتصاد وتحقيق عدالة اجتماعية شاملة. وتأتي هذه الإصلاحات في ظل تحديات داخلية وخارجية معقدة، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز الاستثمارات، تحسين مستوى المعيشة، وتوسيع الحماية الاجتماعية.

وفي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التغيرات الاقتصادية العالمية، يعمل المغرب على تعزيز استقراره الاقتصادي عبر إصلاحات هيكلية، تشمل تحسين مناخ الاستثمار، تطوير البنية التحتية، والرفع من تنافسية القطاعات الحيوية، بهدف تحقيق تنمية مستدامة تستفيد منها جميع الفئات الاجتماعية.

مشروع تعميم الحماية الاجتماعية

في إطار تنزيل مشروع الحماية الاجتماعية، أطلقت الحكومة برنامجا مرحليا لتوسيع التغطية الصحية الإلزامية، يشمل جميع المواطنين، بهدف تقليص الفجوة في الخدمات الصحية وتحسين ولوج الفئات الهشة إليها.

وشهد هذا البرنامج تحديث البنية التحتية الصحية، رفع عدد المراكز الطبية، وتوسيع خدمات التأمين الصحي، ما ساهم في رفع مستوى التوظيف في القطاع الصحي وتطوير منظومة التكوين الطبي.

تعزيز البنية التحتية وتحفيز الاستثمار

ويسعى المغرب إلى تعزيز موقعه كمركز اقتصادي محوري في إفريقيا والمتوسط، عبر مشاريع توسعة شبكات الطرق، تعزيز قدرات الموانئ، وتحديث منظومة النقل.

ويأتي مشروع القطار الفائق السرعة (البراق) كأحد أبرز المشاريع الطموحة، حيث ساهم في تحسين الربط بين المدن الكبرى، تسهيل نقل البضائع، وجذب المزيد من الاستثمارات.

وبفضل هذه الجهود، أصبح المغرب وجهة مفضلة للمستثمرين الدوليين، حيث حققت البلاد في السنوات الأخيرة ارتفاعا في حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة في قطاعات الطاقات المتجددة، السيارات، والصناعات التحويلية.

ويرى الخبراء الاقتصاديون أن هذه المشاريع الضخمة ليست مجرد بنية تحتية، بل هي أداة استراتيجية لتعزيز تنافسية الاقتصاد المغربي، وتحقيق نمو مستدام يقلل من الاعتماد على القطاعات التقليدية مثل الفلاحة والسياحة.

إصلاحات قطاع التعليم لمواكبة متطلبات سوق العمل

وتدرك الحكومة أن التعليم يشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية، لذلك تم إطلاق إصلاحات شاملة تستهدف تحسين جودة التعلم وتطوير المناهج الدراسية.

وتشمل هذه الإصلاحات إدماج التكنولوجيا والمهارات الرقمية في المؤسسات التعليمية، تعزيز التكوين المهني، وتشجيع البحث العلمي والابتكار.

كما يتم العمل على تطوير الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص، من أجل توفير فرص تدريب وتمكين الطلبة من اكتساب مهارات عملية تتلاءم مع متطلبات سوق العمل المتغيرة.

تمكين الشباب والمرأة.. نحو إدماج أوسع في سوق الشغل

ويعتبر تمكين الشباب والمرأة من أهم أولويات السياسات الحكومية، حيث تم إطلاق برامج لدعم المقاولات الناشئة، توفير التمويلات الصغرى، وتطوير منصات التكوين المهني.

وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا في نسبة تشغيل النساء، حيث تم إطلاق مبادرات لتشجيع ريادة الأعمال النسائية، وضمان مساواة أكبر في فرص العمل والدعم المالي.

وبفضل هذه السياسات، أصبح المغرب نموذجًا رائدًا في العالم العربي في دعم الشباب والمرأة اقتصاديًا، وهو ما يعزز من دوره الإقليمي كمركز للابتكار وريادة الأعمال.

دور قانون الإضراب في تحسين مناخ العمل والاستثمار

في إطار تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتحقيق توازن في علاقات العمل، صادق المغرب على قانون جديد ينظم ممارسة حق الإضراب، وهو ما اعتبره العديد من الخبراء خطوة إيجابية نحو تحقيق بيئة عمل أكثر استقرارا وجاذبية للاستثمار.

ويساهم هذا القانون في ضمان حقوق العمال وأرباب العمل على حد سواء، حيث يحدد بوضوح الإجراءات القانونية للإضراب، ويمنع الممارسات العشوائية التي قد تؤثر على الإنتاجية. كما يهدف إلى خلق مناخ عمل أكثر شفافية، مما يساعد على تعزيز الثقة بين المستثمرين والعاملين، ودعم تنافسية الاقتصاد المغربي.

من خلال هذا القانون، تسعى الحكومة إلى حماية حقوق الأجراء دون الإضرار بالسير العادي للمقاولات، وهو ما يعزز مناخ الأعمال والاستقرار الاجتماعي، ويدعم استراتيجية المغرب في استقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.

التحديات الإقليمية والدولية وتأثيرها على الاقتصاد المغربي

رغم الإصلاحات الطموحة، يواجه المغرب تحديات اقتصادية وإقليمية معقدة، أبرزها الاضطرابات الجيوسياسية في شمال إفريقيا، وتأثيرات الاقتصاد العالمي غير المستقرة.

كما أن تقلب أسعار الطاقة، والتحديات المناخية، تفرض على المملكة اعتماد سياسات أكثر استدامة، خاصة في مجال الأمن الغذائي والطاقات المتجددة.

في المقابل، تسعى الحكومة إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع شركائها الدوليين، عبر اتفاقيات تجارية جديدة، ودعم انضمام المغرب إلى منظمات اقتصادية إقليمية لتعزيز تكامله مع الأسواق العالمية.

المغرب على مسار تنموي واعد رغم التحديات

رغم الظروف الإقليمية والدولية المتغيرة، يواصل المغرب تنفيذ استراتيجيات تنموية طموحة، تشمل إصلاحات اقتصادية هيكلية، توسيع الحماية الاجتماعية، تطوير قطاع التعليم، وتحفيز الاستثمارات.

كما أن إقرار قانون الإضراب يعد خطوة هامة نحو تحقيق استقرار سوق الشغل، مما يدعم التنمية الاقتصادية ويساهم في تحسين مناخ الأعمال.

ومع استمرار هذه الجهود، يبدو المغرب مؤهلا ليكون نموذجا تنمويا بارزا في المنطقة، بفضل تبنيه رؤية اقتصادية متوازنة، واعتماده سياسات اجتماعية داعمة للاستقرار والتقدم.

Achnews

مجانى
عرض