2000 مدرسة تنضم كل سنة لبرنامج الريادة
غطى السنة الماضية 626 مدرسة ابتدائية واستفاد منه أكثر من 320 ألف تلميذ

أطلقت الحكومة برنامج “المدارس الرائدة”، العام الماضي (2023-2024) في 626 مدرسة ابتدائية تغطي جميع مناطق المغرب، بما في ذلك المناطق القروية وشبه الحضرية والحضرية. وهو البرنامج الذي استفاد منه في سنته التجريبية أكثر من 320.000 تلميذ، وشارك فيه 10.500 أستاذا وأستاذة.
التعلم والتفكير والاستقلالية
وتهدف المدارس الرائدة في مرحلة التعليم الابتدائي، إلى جعل المدرسة العمومية فضاء يتيح لجميع الأطفال التعلم والتفكير والاستقلالية والنجاح من خلال إعادة تصور السياسة التربوية عن طريق دمج نقل المعارف وتنمية مهارات الحياة، مع الارتكاز على أسس علمية وبيانات موثوقة ونهج قائم على قياس الأثر، يقول مصدر مسؤول، في لقاء مع “آش نيوز”.
تغيير الممارسات البيداغوجية
وأضاف المسؤول نفسه، أن المدارس الرائدة تقوم على توفير ثلاث أدوات رئيسية للمعلمين من أجل تغيير فعلي للممارسات البيداغوجية داخل الفصول الدراسية، ويتعلق الأمر بأدوات الدعم لتجاوز التعثراث عن طريق اعتماد “التعليم وفق المستوى (Teaching at the Right Level – TaRL) الذي يعمل على سد الثغرات في المهارات الأساسية للتلاميذ من خلال أنشطة ترفيهية متناسبة مع مستواهم الحقيقي، إضافة إلى أدوات التدريس الصريح، التي تضمن أن معظم التلاميذ يستوعبون كل درس بشكل كامل قبل الانتقال إلى الدرس التالي، من خلال الاعتماد على شروحات واضحة وعروض توضيحية وتدريبات موجهة ودروس رقمية معدة مسبقا تعرض على أجهزة عرض في الفصول المجهزة. كما تم مراجعة الكتب المدرسية والأدلة التربوية بالكامل لتتماشى مع هذا النهج، ثم أدوات التقييم، من خلال “كتيب الكفاءات” الذي يوفر متابعة دقيقة ومفصلة لمكتسبات التلاميذ ويضمن موضوعية التقييمات ويعكس بشكل موثوق مستوى المتعلمين.
تقييمات تضمن الشفافية الكاملة
وأوضح المسؤول أنه لضمان الشفافية الكاملة وقياس أثر هذه البرامج، أجريت عدة تقييمات خلال العام الدراسي 2023-2024 بالتعاون مع شركاء مستقلين، من بينهم مركز الأبحاث الدولي “J-PAL” التابع لمعهد MIT، والذي يتخذ من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية UM6P مقرا له في المغرب، وهي التقييمات التي هدفت إلى مقارنة أداء التلاميذ في المدارس الرائدة مع نظرائهم في المدارس غير الرائدة. إذ تم اختيار عينة تمثيلية من 140 مدرسة رائدة و140 مدرسة غير رائدة تشترك في خصائص مماثلة، وشمل التقييم 20.000 تلميذ (10.000 تلميذ من كل نوع من المدارس)، خضعوا لاختبار أولي في شتنبر 2023 لقياس مستواهم الأولي، وتبين أن أداء التلاميذ كان متقاربا في المجموعتين. ثم أجري اختبار نهائي في يونيو 2024 لقياس التقدم في المواد الأساسية (العربية، الرياضيات، والفرنسية) وشملت المستويات الست من التعليم الابتدائي، فأظهرت النتائج تأثيرا كبيرا على تعلم التلاميذ في المواد الثلاث. وأضاف “في المتوسط، كان تأثير البرنامج 0.90 انحراف معياري مقارنة بتوزيع درجات المدارس غير الرائدة. حسب المادة، بلغ التأثير 0.52 انحراف معياري في اللغة العربية، 1.30 انحراف معياري في اللغة الفرنسية، و0.93 انحراف معياري في الرياضيات. وأوضحت الدراسة أن متوسط تأثير البرنامج يفوق أي تأثير مسجل في التقييمات الدولية الأخرى لبرامج إصلاح التعليم الحكومية”.
45 ألف أستاذة وأستاذ
واستنادا إلى هذه النتائج الإيجابية والدروس المستفادة، بدأت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في العام الدراسي الحالي 2024-2025 بتوسيع برنامج المدارس الرائدة تدريجيا، بضم 2000 مدرسة إضافية كل عام. إذ يستفيد حاليا أكثر من 1.300.000 تلميذ من هذا البرنامج، أي حوالي 30% من تلاميذ المرحلة الابتدائية، تحت إشراف نحو 45.000 أستاذا وأستاذة، حسب المسؤول.
تعليقات 0