آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV20 مارس 2025 - 20:23

الهجرة الكروية إلى ليبيا.. لماذا يغادر نجوم البطولة الاحترافية؟

المال والفرص والوكلاء عوامل جعلت الدوري الليبي قبلة للاعبين المغاربة

الهجرة إلى الدوري الليبي

تشهد الكرة المغربية في الفترة الأخيرة ظاهرة لافتة تتمثل في انتقال عدد كبير من اللاعبين المحليين الناشطين في البطولة الاحترافية الوطنية إلى الدوري الليبي الممتاز، ما أثار تساؤلات حول العوامل التي تدفع هؤلاء اللاعبين لاختيار هذه الوجهة، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها البلد. ويبدو أن العامل المالي يعد السبب الرئيسي لهذا النزوح الكروي، حيث تقدم الأندية الليبية رواتب مغرية مقارنة بما هو متاح في البطولة الاحترافية الوطنية، إذ ذكرت تقارير إعلامية أن بعض اللاعبين يحصلون على منح توقيع تصل إلى 400 ألف دولار، فضلا عن رواتب شهرية تتراوح بين 30 و40 ألف دولار، وهو ما يشكل حافزا كبيرا يجعلهم يفضلون الدوري الليبي على البقاء في المغرب.

الإغراءات المالية.. العامل الحاسم في الانتقالات

لم يكن هذا النزوح مجرد انتقالات فردية، بل بات ظاهرة جماعية، حيث تجاوز عدد اللاعبين المغاربة المنتقلين إلى الدوري الليبي 50 لاعبا. ومن بين الأسماء البارزة التي اختارت خوض هذه التجربة هناك محمد أوناجم، نجم الوداد الرياضي والزمالك المصري السابق، الذي التحق بنادي الصقور الليبي، إلى جانب زكرياء حدراف، اللاعب السابق للرجاء الرياضي، الذي وقع لنفس النادي، إضافة إلى أيمن الحسوني، نجم الوداد الرياضي، الذي فضل هو الآخر الانضمام إلى أحد الأندية الليبية. وتعكس هذه التعاقدات حجم الإغراءات المالية التي تقدمها الأندية الليبية لاستقطاب لاعبين من البطولة المغربية، ما يجعلها وجهة مفضلة للعديد من الأسماء الباحثة عن تحسين أوضاعها المادية.

الوكلاء والسماسرة.. جسور الانتقال إلى ليبيا

وإلى جانب الدوافع المالية، يجد الكثير من اللاعبين المغاربة أنفسهم في البطولة الاحترافية المغربية دون فرص حقيقية للمشاركة، حيث يفضل بعض المدربين الاعتماد على اللاعبين الأجانب أو الاحتفاظ بنفس العناصر دون منح الفرصة لمواهب جديدة، ما يجعل هؤلاء اللاعبين يبحثون عن أندية تمنحهم فرصة أكبر للعب كأساسيين، وهو ما توفره الأندية الليبية التي تسعى لتعزيز صفوفها بلاعبين محترفين ذوي خبرة. كما تلعب شبكة الوسطاء والوكلاء الرياضيين دورا بارزا في تسهيل هذه الانتقالات، مستفيدة من العلاقات الجيدة بين الاتحادين الكرويين المغربي والليبي، حيث يتم إتمام الصفقات بسهولة ودون تعقيدات كبيرة، ما يسهم في تزايد أعداد اللاعبين المغاربة المنتقلين إلى الدوري الليبي.

الاستقرار المالي في ليبيا مقابل المشاكل الإدارية في المغرب

ورغم أن الدوري الليبي لا يعد من بين أقوى البطولات الإفريقية، إلا أنه يشهد تحسنا ملحوظا من حيث التنافسية واستقطاب اللاعبين من مختلف الجنسيات، ما يوفر للاعبين المغاربة فرصة للاحتكاك بمستويات جديدة، وهو ما قد يفتح لهم الباب لاحقا لخوض تجارب احترافية في دوريات أقوى. ورغم أن ليبيا تعاني من تحديات سياسية وأمنية، فإن اللاعبين المغاربة يجدون فيها استقرارا ماليا أفضل مقارنة بما يعانونه أحيانا في البطولة المغربية، حيث تشكو بعض الأندية من مشاكل مالية تؤدي إلى تأخر دفع الرواتب أو مشاكل تنظيمية تعيق تطورها، ما يجعل الدوري الليبي خيارا مغريا يمنح اللاعبين ضمانات مالية أكبر.

آفاق المستقبل.. هل يستمر النزوح؟

ويبقى السؤال المطروح، هل سيستمر هذا النزوح الكروي أم أنه مجرد موجة عابرة؟ الإجابة تبقى رهينة بتطور البطولة الليبية ومدى قدرتها على توفير بيئة احترافية مستقرة، بالإضافة إلى مدى نجاح الكرة المغربية في تحسين وضعية اللاعبين داخل البطولة الاحترافية من خلال رفع سقف الرواتب وتوفير بيئة تنافسية أكثر استقرارا. ويعكس هذا النزوح أزمة داخلية في الكرة المغربية، حيث تعاني بعض الأندية من ضعف الموارد المالية وعدم الاستقرار الإداري، ما يجعل اللاعبين يبحثون عن بدائل تضمن لهم استقرارا مهنيا أفضل. وإذا لم يتم تدارك هذه الإشكالات، فقد يصبح الدوري المغربي مجرد محطة لتفريخ المواهب دون أن تستفيد منه كرة القدم الوطنية، ما يستدعي مراجعة السياسات الرياضية لضمان الحفاظ على المواهب داخل البطولة الوطنية وجعلها أكثر تنافسية وجاذبية للاعبين المحليين.

Achnews

مجانى
عرض