في تصعيد جديد للأزمة الدبلوماسية بين باريس والجزائر، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو عن استيائه الشديد من رفض الجزائر المتكرر استعادة منفذ هجوم ميلوز، مؤكدا أن هذا الموقف “غير مقبول”.

طلبت فرنسا تسليمه عشر مرات.. والجزائر ترفض باستمرار

وأوضح فرانسوا بايرو، خلال تصريحاته، يوم أمس الاثنين على هامش زيارته لمعرض الفلاحة في باريس، أن فرنسا قدمت طلبات رسمية لترحيل المهاجم عشر مرات، إلا أن السلطات الجزائرية رفضت باستمرار استقباله. وأضاف: “مسؤوليتنا واضحة، لا يمكن أن نقبل مثل هذا الوضع”، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الدول التي لا تتعاون في عمليات الترحيل.

وأشار بايرو إلى أن السلطات الفرنسية تستعد لاتخاذ قرارات حاسمة في اجتماع وزاري مرتقب لمناقشة ملف الهجرة، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع، الذي كان مقررا قبل وقوع الهجوم، سيخصص حيزا مهما للعلاقة مع الجزائر ودول أخرى في ما يتعلق بسياسات الترحيل والمهاجرين غير النظاميين.

الجاني دخل فرنسا بطريقة غير شرعية

وكان الهجوم الذي وقع في مدينة ميلوز قد أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين، فيما كشفت التحقيقات أن الجاني، الذي نفذ الاعتداء باستخدام سكين، كان يخضع لأمر “مغادرة الأراضي الفرنسية”. ووفقا لوزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايلو، فإن المشتبه به دخل فرنسا بطريقة غير قانونية عام 2014، كما قضى عقوبة بالسجن بتهمة الترويج للإرهاب، ما يطرح تساؤلات جدية حول تعاطي الجزائر مع ملفات ترحيل مواطنيها المطلوبين.

توتر دبلوماسي متصاعد بين باريس والجزائر

وتأتي هذه التصريحات وسط توتر متزايد بين البلدين حول سياسات الهجرة والترحيل، في وقت تطالب فيه فرنسا الجزائر بالتعاون في استعادة رعاياها غير النظاميين. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الحادثة إلى تصعيد جديد في العلاقات الثنائية، في ظل الضغوط المتزايدة على الحكومة الفرنسية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية أمنها الداخلي.