آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV19 يوليو 2025 - 06:06

نعيمة سميح.. معشوقة المغاربة التي رحلت في صمت

ابنة درب السلطان كانت تحظى بمعزة خاصة من الحسن الثاني وكانت ثالث فنانة عربية تغني في أولمبيا باريس

نعيمة سميح

في مقبرة بعيدة ناحية مدينة بنسليمان، حيث فضلت أن تقضي سنوات عمرها الأخيرة، بعيدة عن الناس وعن الأضواء، يرتاح جثمان الفنانة الراحلة نعيمة سميح، بعد رحلة شاقة وطويلة مع مرض السرطان.

“الفراق صعيب”

رحلت نعيمة سميح بدون جنازة رسمية. ولم يشكل خبر موتها أولوية في نشرات الأخبار التي فضلت عليه إفطارات رمضان وسكانير مراكش والسمنة لدى المغاربة، لكنها أدمت قلوب المغاربة وأدمعت عيونهم، ولو أنهم كانوا يتوقعون رحيلها بعد أن نقلت في حالة حرجة إلى المستشفى قبل أقل من شهرين، لكن يبقى “الفراق صعيب”.

لم يكن في جنازتها سوى أهلها وعائلتها وجيرانها وابنها الوحيد شمس. غاب المسؤولون والفنانون (إلا من رحم ربك)، عن تشييع الديفا المغربية إلى مثواها الأخير، هي التي قضت عمرها محاطة بالمعجبين وكبار الشخصيات وعامة المغاربة، الذين أجمعوا على تقديس صوتها وعشق أغانيها. فجميع الفنانات المغربيات في كفة، ونعيمة سميح، في كفة أخرى. لقد كانت أكبر من أي مقارنة.

أيقونة الفن المغربي

لم تكن بحة نعيمة سميح وحدها، ولا صوتها المليء بالحزن والشجن، ما جعلا من الراحلة أيقونة للفن والموسيقى بالمغرب. بل روحها العذبة الجميلة وإحساسها المرهف وابتسامتها الصادقة العفوية الطيبة، ما جعلها محبوبة الجماهير. هي البسيطة المتواضعة، ابنة درب السلطان، التي عشق الملك الراحل الحسن الثاني صوتها، وكان يكن لها معزة خاصة ويعاملها دونا عن باقي الفنانين المغاربة المقربين إليه. كيف لا وهي التي مد إليها يده، بكل لياقة الملك الجنتلمان، ليساعدها على نزول الدرج، وهي في كامل أناقتها وعنفوانها، في صورة تاريخية، إن دلت على شيء فعلى الاحترام الذي كان يكنه ملك بلاد (وليس أي ملك)، لفنانة راقية، آثرت أن تظل في بلدها، رغم جميع العروض المغرية، في وقت فضلت أخريات الهجرة إلى بلدان أخرى، بحثا عن مزيد من الشهرة والانتشار. ومن المحلية، استطاعت أن تكون ثالث فنانة عربية تغني في أولمبيا باريس، بعد كوكب الشرق أم كلثوم والفنانة اللبنانية القديرة فيروز.

رحيل بدون بروتوكول

حين أصابها المرض اللعين، اعتزلت نعيمة سميح الناس في منزل بعيد ببنسليمان، ضواحي الدار البيضاء، زاهدة في الأضواء، مفضلة أن يتذكر جمهورها الصورة الجميلة التي رأوها عليها دائما، كأي امرأة شامخة. واليوم أيضا، تفضل أن ترحل في صمت وهدوء وسكينة، بلا ضجيج ولا بروتوكولات، مثل أي إنسانة عادية. وكأنها لا تعرف أنها ضمنت لنفسها الخلود فعلا في وجدان المغاربة وذاكرتهم وأن التاريخ سيذكرها للأجيال المقبلة. يكفيها من أجل ذلك، رائعتها “ياك آ جرحي”.

 

Achnews

مجانى
عرض