في خطوة تعكس التوجه المغربي نحو تعزيز قدراته العسكرية، استلمت القوات الملكية الجوية الدفعة الأولى من رادارات “لونغبو” المتطورة، المصممة خصيصا لمروحيات “أباتشي AH-64E”. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية تحديث وتطوير الترسانة العسكرية، لتمكين الجيش المغربي من مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية بقدرات أكثر تطورا وكفاءة.

تقنيات متقدمة لتعزيز القدرات القتالية

ويعد رادار “لونغبو” من أحدث أنظمة التوجيه والمراقبة الجوية، حيث يتيح تتبع الأهداف بدقة فائقة حتى في الظروف الجوية الصعبة. ويثبت هذا النظام المتقدم على مروحيات “أباتشي AH-64E”، ليمنحها قدرات قتالية نوعية في رصد وتحييد الأهداف المعادية بكفاءة عالية. ويتميز الرادار بإمكانية تتبع الأهداف المتحركة وتحديدها بدقة، مما يعزز فعالية القوات المسلحة في إدارة المعارك المعقدة، سواء في البيئات البرية أو البحرية.

مروحيات “أباتشي AH-64E”.. قوة هجومية متطورة

وتشكل مروحيات “أباتشي AH-64E” ركيزة أساسية في سلاح الجو المغربي، بفضل تزويدها بأنظمة قتالية متطورة وتقنيات رصد واستهداف متقدمة. وقد حصل المغرب على نسخة محسنة من هذه المروحيات، تشمل تحديثات تجعلها قادرة على التعامل مع الأهداف البحرية بكفاءة عالية. ومن خلال دمج رادارات “لونغبو”، ستتمكن هذه المروحيات من تنفيذ عمليات دقيقة ضد التهديدات المحتملة، سواء في المناطق الساحلية أو في عمق المجال الجوي المغربي.

تعزيز القدرات الدفاعية البحرية

وفي ظل التحولات الأمنية الإقليمية، يواصل المغرب تطوير قواته لمواجهة أي تهديدات بحرية محتملة. فبفضل هذه المنظومة المتقدمة، ستتمكن مروحيات “أباتشي” من تنفيذ مهام استهداف السفن والزوارق المشتبه بها بفعالية، مما يعزز من قدرة المملكة على تأمين سواحلها وحماية مصالحها البحرية. وتأتي هذه الإضافة ضمن برنامج شامل يهدف إلى تحديث العتاد العسكري، بما يتماشى مع التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة شمال إفريقيا والمحيط الأطلسي.

استراتيجية دفاعية متكاملة لمواجهة التحديات

ومع استمرار التوترات الإقليمية، يحرص المغرب على تطوير قدراته الدفاعية وفق أحدث المعايير العالمية، مما يعكس رؤية استراتيجية قائمة على تعزيز الجاهزية العسكرية. فمن خلال اقتناء تجهيزات متقدمة مثل رادارات “لونغبو”، يعزز المغرب من تفوقه العسكري في المنطقة، ويؤكد استعداده للتعامل مع أي مستجدات تهدد أمنه القومي.

وصول الدفعة الأولى من هذه الرادارات يشكل نقلة نوعية في مسار تحديث القوات الملكية الجوية، ويؤكد التزام المملكة بمواكبة التطورات التكنولوجية العسكرية لتعزيز أمنها واستقرارها في ظل التحديات الراهنة.