تمكنت المصالح الأمنية بإقليم كلميم، في عملية نوعية جرت خلال الساعات الماضية، من إحباط محاولة تهريب ضخمة لما يقارب ثلاثة أطنان من مخدر الشيرا نحو الجزر الإسبانية عبر المسالك البحرية، وذلك بفضل تنسيق محكم بين عناصر الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والسلطة المحلية على مستوى الشاطئ الأبيض.

وقد أسفرت العملية عن حجز عدد من الوسائل اللوجستيكية المستعملة في التهريب، شملت سيارات رباعية الدفع، وزورقا مطاطيا مزودا بمحركات نفاثة، إضافة إلى براميل مملوءة بالوقود ومعدات للإبحار.

تدخل استباقي لإيقاف مرشحين للهجرة السرية

وفي سياق متصل، وضمن جهود التصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية، نفذت عناصر المركزين الترابيين للدرك الملكي بكل من لقصابي ولخصاص، تدخلا ميدانيا مكن من توقيف عدة سيارات محملة بمرشحين للهجرة السرية ينحدرون من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، كانوا بصدد التوجه من إنزكان وأكادير نحو مدينتي العيون والداخلة، استعدادا لعبور السواحل الجنوبية في اتجاه أوروبا.

ومكنت العملية الأمنية من ضبط معدات مخصصة للإبحار، مع تسجيل محاولات من بعض الموقوفين لتقديم مبالغ مالية كبيرة كرشوة لعناصر الدرك، قبل أن يتم إحباطها بنجاح، وحجز الوسائل المستعملة.

وباشرت الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي الإجراءات القانونية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد جميع المتورطين في هذه العمليات، سواء في ما يتعلق بتهريب المخدرات أو تنظيم الهجرة غير النظامية، مع العمل على تقديمهم للعدالة لمحاكمتهم وفق التهم المنسوبة إليهم.

جهود مكثفة لتطويق الجريمة والتهريب عبر الجنوب

وتأتي هذه التدخلات في سياق الخطة الأمنية الشاملة التي تنفذها القيادة الجهوية للدرك الملكي بكلميم، بتنسيق مع مختلف الفرق الأمنية، بهدف التصدي لشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ومواجهة أنشطة التهريب والاتجار في البشر التي تنشط عبر السواحل الجنوبية.

وأكدت مصادر محلية أن هذه العمليات جرت تحت إشراف ميداني مباشر من كبار المسؤولين الأمنيين والسلطات المحلية، ضمن استراتيجية تعتمد على الضربات الاستباقية لتضييق الخناق على شبكات التهريب والتهجير، وتعزيز الأمن في المحيط الجنوبي للمملكة.