آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV24 مايو 2025 - 17:28

المغرب يرسخ مكانته كقوة فلاحية صاعدة في التصدير

استراتيجية الاستدامة تعزز موقع المملكة في الأسواق العالمية

الصادرات المغربية

أكد تقرير حديث نشرته منصة “EastFruit” المتخصصة في تتبع صادرات الخضر والفواكه، أن المغرب أصبح من بين أسرع الدول نموا في مجال تصدير المنتجات الزراعية على الصعيد العالمي، في وقت تعاني فيه دول منافسة من تداعيات مناخية حادة تهدد استقرار إنتاجها.

ويعزو التقرير هذا التقدم اللافت إلى استراتيجية فلاحية وطنية ترتكز على الابتكار، التكيف مع التغيرات المناخية، واعتماد أفضل الممارسات الدولية في الزراعة المستدامة، ما مكن المملكة من تجاوز عدة إكراهات بيئية وتحقيق استقرار في الإنتاج والتصدير.

الاستدامة تتحول إلى ثقافة مؤسساتية في القطاع الزراعي

ويبرز التحول الذي شهده القطاع الزراعي المغربي في السنوات الأخيرة كتجربة ناجحة لتغيير عميق في طرق إدارة المشاريع الفلاحية، وذلك بفضل التزام واضح من الفاعلين المحليين برؤية بعيدة المدى.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير الاقتصادي بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) أندري يارماك أن “المغرب لا يتحرك بمنطق ردود الفعل، بل يعتمد مقاربة استراتيجية في التعاطي مع التحديات”، مشيرا إلى أن شركات فلاحية كبرى أدرجت مسؤولين عن الاستدامة ضمن هياكلها الإدارية، وهو ما يعكس تحولا نوعيا في منطق التسيير نحو نموذج يجمع بين الأداء الاقتصادي والتوازن البيئي.

ورغم التحديات المرتبطة بشح المياه والجفاف، استطاع المغرب الحفاظ على وتيرة إنتاج مستقرة بفضل اعتماد تقنيات مثل الري الذكي، الزراعة الدقيقة، والتحكم في جودة التربة، مع الاستثمار في بنية ما بعد الحصاد بما يضمن جودة السلع وتتبع مصدرها وامتثالها للمعايير الدولية.

الطماطم والحمضيات المغربية تهيمن على الأسواق

ومن أبرز مؤشرات النجاح المغربي في مجال التصدير الزراعي، الطماطم المغربية التي بلغت صادراتها نحو 690 ألف طن سنويا، بزيادة قدرها 19% عن السنة الماضية، وتشكل الطماطم غير المستديرة 58% من هذا الحجم، وفق ما أفادت به فتيحة شراط، المديرة العامة المساعدة بمجموعة “دلاسوس”.

كما تعرف صادرات الحمضيات المغربية، خصوصا صنف “ناضوركوت”، ارتفاعا ملحوظا، إذ من المنتظر أن تصل إلى 597 ألف طن خلال موسم 2024-2025، أي بزيادة تقارب 31%. هذا الأداء يجعل المغرب يحتل المرتبة الثالثة إفريقيا في تصدير الحمضيات، خلف جنوب إفريقيا ومصر.

ويمنح الموقع الجغرافي للمغرب قربا استراتيجيا من الأسواق الأوروبية، مما يقلص من زمن الشحن ويعزز حضور المنتجات المغربية في مواسمها. وتساهم تنوعات المناخ والاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا في جعل الفلاحة المغربية قطاعًا تنافسيًا على مدار السنة.

اختراق الأسواق الآسيوية: أولوية تصديرية جديدة

وفي إطار تنويع الشركاء التجاريين، يعمل المغرب حاليا على اقتحام الأسواق الآسيوية، لا سيما سنغافورة وماليزيا، بدعم من منظمة الفاو والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ومن المقرر تنظيم بعثة تجارية رفيعة المستوى إلى جنوب شرق آسيا بنهاية الشهر الجاري.

وتسعى المملكة إلى تقديم منتجاتها ذات القيمة المضافة العالية، من بينها التمور، الطماطم الممتازة، الفواكه الحمراء المجمدة، والحمضيات الخالية من البذور، خاصة أن الفترة الممتدة من نونبر إلى أبريل تمثل فرصة زمنية تنافسية مقارنة مع دول مثل الصين وباكستان.

شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص

ويندرج هذا التوسع ضمن رؤية وطنية شاملة لتعزيز الصادرات، مدعومة بشراكات بين القطاعين العام والخاص، تسهر من خلالها المنظمات الدولية كمؤسسة “فاو” على توفير الدعم التقني وضمان معايير الاستدامة والجودة، ما يعزز الثقة في المنتوج المغربي على الساحة الدولية.

Achnews

مجانى
عرض