تم يوم أمس الجمعة بمدينة مكناس، تتويج خمسة مشاريع مبتكرة بجائزة الحسن الثاني الكبرى للاختراع والبحث في الميدان الفلاحي، في نسختها الرابعة عشرة، وذلك ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة، تحت رئاسة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري.

تتويج مشاريع متميزة في مختلف الفئات

وفي فئة العلوم والتكنولوجيات المتقدمة، فاز بالجائزة الأولى فريق الدكتور رياض بلاغي من المعهد الوطني للبحث الزراعي، والأستاذ مؤنس لحلو من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، ومريم العلوري من المديرية العامة للأرصاد الجوية، عن مشروعهم “نظام الإنذار بالجفاف والتنبؤ بمحصول الحبوب في المغرب”.

أما الجائزة الثانية في فئة الاختراعات والتقنيات العملية، فكانت من نصيب الفريق المكون من الأساتذة رشيد لهلالي، عبد السلام الطاهري، سعيد أميري، ومحمد بعلا من المدرسة الوطنية للزراعة بمكناس، بفضل جهودهم المبتكرة لإدارة أمراض النباتات.

وفازت بالجائزة الثالثة مجموعة الدكاترة نعيمة آيت عابد، مريم كوفان، رشيد بوهرود، عبد العزيز ميموني، وعبد الغني الطاهري من المعهد الوطني للبحث الزراعي، بفضل تطويرهم لأصناف جديدة من شجرة الأركان.

جوائز إضافية ومناصفة في فئة الأبحاث المتقدمة

وفي فئة العلوم والتكنولوجيات المتقدمة، نال الجائزة الثالثة مناصفة كل من الدكتورين أمامو علي وناصر الحق عن عملهما المتعلق بتسجيل أصناف قمح جديدة موجهة لصناعة المعكرونة والكسكس، بالإضافة إلى فريق الأساتذة عبد المجيد البوعزيزي، محمد دوما، نجيب تيجاني، ومحمد أوعمو من كلية العلوم والتكنولوجيا بالمحمدية عن تطوير أغشية ترشيح نانوية باستخدام مواد جيولوجية مغربية.

وفي فئة منشورات الكتب، حاز الأستاذان عبد النبي الحسن وعبد القادر طالب على الجائزة الثالثة مناصفة عن مؤلفهما “النباتات السامة للحيوانات الأليفة بالمغرب”، إلى جانب الأستاذ بناصر العلوي عن كتابه “دلائل الزراعة العضوية”.

تقييم صارم ومقاربة تشاركية في اختيار المشاريع

وأكد البروفيسور توفيق بنزيان، رئيس لجنة التحكيم ومدير المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، أن اختيار المشاريع الفائزة استند إلى معايير دقيقة، وأن نسبة 38% من المشاريع المشاركة تناولت موضوع الرقمنة، مما يعكس التطور المستمر للابتكار الفلاحي في المغرب.

من جهتها، أشارت الأستاذة سعاد الحجاجي، نائبة العميد المكلفة بالبحث والتعاون بكلية العلوم بالرباط، إلى أن عملية التقييم خضعت لمقاربة جماعية صارمة، عبر تقييم متعدد التخصصات لكل مشروع من قبل ثلاثة إلى خمسة خبراء مستقلين، مما أتاح تحليلا معمقا للأصالة والإبداع ومدى ارتباط المشاريع بالاحتياجات الوطنية.

جائزة تعزز الابتكار الفلاحي في المغرب

وأبرزت لجنة التحكيم أهمية المشاريع الفائزة في مواجهة التحديات الراهنة، من خلال تقديم حلول ملموسة في مجالات الاستدامة والأمن الغذائي، مع التأكيد على ضرورة مواكبتها تقنيا ومؤسساتيا لضمان تجسيدها على أرض الواقع.

ويشار إلى أن جائزة الحسن الثاني الكبرى للاختراع والبحث الفلاحي أطلقت سنة 2003، وقد كافأت حتى الآن 54 مشروعا من أصل 393 ترشيحا، مما يعزز مكانتها كرافعة أساسية لدعم الابتكار الفلاحي الوطني.

ملتقى دولي لتعزيز الشراكات والتبادلات

وتتواصل فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس إلى غاية 27 أبريل، بمشاركة 1500 عارض يمثلون 70 دولة، تحت شعار “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”. ويعد هذا الحدث منصة مركزية لتطوير التبادلات الفلاحية وتعزيز الشراكات الدولية ومواجهة التحديات المستقبلية للقطاع.

المزيد من التفاصيل تجدونها في الفيديو التالي من تصوير إلياس بواخريص: