آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV17 مايو 2025 - 14:03

تندوف.. معسكر احتجاز تتحكم فيه عصابات البوليساريو

اشتباكات دامية وصمت دولي يفاقمان مأساة المحتجزين

تمرد مخيمات تندوف

تحولت مخيمات تندوف الواقعة فوق الأراضي الجزائرية إلى معسكر احتجاز رهيب، تديره ميليشيات البوليساريو بدعم وتواطؤ من الجيش الجزائري، في ظل فقدان آخر مظاهر الإنسانية وتفاقم أوضاع آلاف المحتجزين الذين يعيشون في ظروف مأساوية.

وفي مشهد دموي جديد، شهد مخيم العيون مؤخرا اشتباكات مسلحة عنيفة بين عصابات تنشط في تهريب المخدرات والسلاح، وسط صمت مطبق من سلطات البوليساريو وتجاهل مريب من الجيش الجزائري، الذي اكتفى بمراقبة ما يحدث عن بعد دون أي تدخل لحماية السكان العزل.

مخيمات الرعب.. حيث الرصاص هو القانون

وأصبحت الاشتباكات المسلحة بين العصابات مشهدا عاديا داخل المخيمات، حيث تعم الفوضى ويغيب الأمن بشكل تام. المحتجزون، الذين جردوا من أبسط حقوقهم، وجدوا أنفسهم محاصرين داخل أكواخ متهالكة، يحاولون النجاة بأنفسهم وسط رصاص يخترق الخيام ونداءات استغاثة لا تجد من يسمعها.

ورغم المعاناة، لا يزال أمل العودة إلى الوطن الأم، المغرب، حيا في قلوب هؤلاء المحتجزين، الذين يتوقون للكرامة والحرية، إلا أن الجدران الحديدية التي فرضها عليهم النظام الانفصالي والموقف الدولي المتواطئ تحول دون خلاصهم.

صمت المنظمات الدولية.. تواطؤ مع الخطيئة

وأمام هذه الفوضى، تواصل المنظمات الدولية صمتها المريب، متجاهلة واقعا مأساويا تتداخل فيه انتهاكات حقوق الإنسان مع جرائم التهريب والاتجار بالبشر. المخيمات تحولت إلى ساحات مفتوحة لعمليات تهريب السلاح والمخدرات، بينما تغض المنظمات الطرف عن معاناة المحتجزين.

وما يحدث في تندوف اليوم لم يعد مجرد نزاع سياسي مفتعل كما يروج له خصوم المغرب، بل جريمة إنسانية متكاملة الأركان، احتجاز قسري، انفلات أمني متعمد، تواطؤ مفضوح مع عصابات الجريمة المنظمة، وصمت دولي مخجل يضفي شرعية غير مباشرة على هذا الوضع الشاذ.

البوليساريو.. وجه الإرهاب في صحراء الجزائر

وتتجاوز مأساة تندوف حدود المعاناة اليومية إلى سؤال أكبر حول طبيعة ميليشيا البوليساريو، التي لم تعد تحتاج إلى تصنيف رسمي كتنظيم إرهابي، بعد أن تجسدت ممارساتها واقعا في الخطف، والابتزاز، وترويع الأبرياء.

بينما ينشغل العالم بسجالات لفظية حول تصنيف البوليساريو، يعيش آلاف المحتجزين كل يوم رعبا حقيقيا في مخيمات تحولت إلى ساحة مفتوحة للجرائم والانتهاكات، دون أفق للحل أو بارقة أمل تلوح في الأفق.

ولم تعد تندوف مجرد بقعة منسية فوق الخريطة، بل صارت وصمة عار في جبين المجتمع الدولي الصامت. مأساة هؤلاء المحتجزين تذكر كل يوم بأن معركة الحرية والكرامة لا تزال مفتوحة، وبأن الصمت جريمة لا تقل فداحة عن إطلاق الرصاص فوق رؤوس الأبرياء.

Achnews

مجانى
عرض