السياسة الجزائرية.. سجل حافل بالتناقضات والعداء للجوار العربي
من دعم الديكتاتوريات إلى إثارة النزاعات.. سجل مثير للجدل

يثير سجل الجزائر السياسي في المنطقة العربية تساؤلات عديدة بسبب التناقض الواضح بين شعاراتها القومية ومواقفها السياسية الفعلية، مما جعل كثيرين يشككون في مصداقية تلك الشعارات، ويطالبون بمراجعة حقيقية لمواقفها.
الجزائر وتناقضات تاريخية بارزة
عند النظر في المواقف الجزائرية التاريخية، تبرز مواقف عدة تثير الجدل، أبرزها دعم الجزائر لغزو العراق للكويت عام 1990، وهو ما وضعها في موقف مغاير لغالبية الدول العربية التي أدانت الغزو. وفي الثمانينات، كانت الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي ساندت الاتحاد السوفيتي أثناء احتلاله لأفغانستان، في تجاهل واضح للرفض العربي والإسلامي لذلك الاحتلال.
وامتدت مواقف الجزائر المثيرة للجدل إلى دعم التدخل الروسي في سوريا، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه دعم لاستمرار الصراع السوري. كما اتهمت الجزائر بالتورط في تأجيج الأوضاع في اليمن ولبنان، ما ساهم في تعزيز الانقسام والتوتر في هاتين الدولتين.
دعم أنظمة دكتاتورية وتعزيز الانقسام
وتواجه الجزائر انتقادات حادة بسبب دعمها الطويل لأنظمة ديكتاتورية مثل نظام القذافي في ليبيا ونظام حافظ وبشار الأسد في سوريا، بالإضافة إلى نظام الحكم السابق في السودان ودعم انفصال جنوب السودان. هذا السجل يتعارض بشدة مع شعاراتها التي تدعو إلى الوحدة العربية والتحرر.
العلاقات مع المغرب: تاريخ طويل من الخلافات
وتعد العلاقة الجزائرية-المغربية واحدة من أكثر الملفات إثارة للجدل في السياسة الجزائرية، حيث خاض البلدان نزاعا مسلحا عام 1963 المعروف بحرب الرمال، الذي كشف تمسك الجزائر بحدود الحقبة الاستعمارية. ومنذ عام 1975، تقدم الجزائر الدعم الكامل لجبهة البوليساريو بهدف تقسيم المغرب وتهديد وحدته الترابية.
وخلال أزمة جزيرة ليلى عام 2002، وقفت الجزائر بشكل واضح إلى جانب إسبانيا ضد المغرب، في موقف منفرد لاقى استنكارا كبيرا عربيا ودوليا، ما يعزز صورة التناقض بين شعارات الجزائر ومواقفها الفعلية.
وتعكس هذه الأحداث سجلا سياسيا جزائريا مملوءا بالتناقضات، يثير تساؤلات جدية حول مصداقية شعاراتها القومية وواقع سياساتها على الأرض.
تعليقات 0