الجزائر تصعد هجماتها الإعلامية ضد الإمارات بسبب المغرب
استثمارات أبوظبي في مشاريع استراتيجية مغربية تثير غضب النظام الجزائري

كثف النظام العسكري الجزائري مؤخرا حملاته الإعلامية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، في سياق يعكس صراعا إقليميا متشابكا يتجاوز مجرد ردود الفعل العابرة. الحملة، التي شملت اتهامات وتشويها ممنهجا، تأتي على خلفية أدوار استراتيجية للإمارات في مشاريع تنموية واقتصادية مغربية تعزز حضور الرباط في إفريقيا.
الإمارات شريك رئيسي في المبادرة الملكية الأطلسية
ومن بين أبرز دوافع التصعيد الجزائري، الدور المحوري الذي تلعبه الإمارات في دعم المبادرة الملكية الأطلسية، المشروع المغربي الطموح الرامي إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول الساحل الإفريقي وفتح ممرات تجارية عبر الأطلسي. وتعد الإمارات من أكبر الممولين لهذا المشروع، عبر استثمارات ضخمة في قطاعات البنية التحتية والتنمية المستدامة في بلدان مثل موريتانيا والسنغال، ما يوسع من نفوذ المغرب الاقتصادي والإقليمي ويثير حفيظة الجزائر، التي ترى في المبادرة تهديدا مباشرا لطموحاتها.
دعم سياسي إماراتي يعمق قلق الجزائر
ولا يتوقف الدور الإماراتي عند الشراكة الاقتصادية فقط، بل يمتد إلى دعم سياسي واضح لقضية الصحراء المغربية. وقد كانت الإمارات من أوائل الدول التي افتتحت قنصلية لها بمدينة العيون، في خطوة عززت الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على صحرائه. هذا الموقف المتقدم للإمارات عمّق من استياء الجزائر، التي تواصل الترويج لرواية البوليساريو وتحاول عرقلة أي تقدم مغربي على الساحة الدولية.
مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا يزيد التوتر
العامل الثاني وراء تصاعد الهجمات الجزائرية هو مشاركة الإمارات الفعالة في مشروع خط أنابيب الغاز العملاق الذي سيربط بين نيجيريا والمغرب، مرورا بدول غرب إفريقيا وصولا إلى أوروبا. المشروع الذي يطمح إلى تحويل المغرب إلى مركز طاقي إقليمي، يشكل ضربة موجعة للجزائر التي تعتمد على تصدير الغاز كأحد أعمدة اقتصادها. وقد بات واضحا أن مشاركة الإمارات في هذا المشروع، بما توفره من دعم مالي وخبرات تقنية، تثير مخاوف الجزائر من فقدان موقعها التقليدي كمورد رئيسي للغاز نحو أوروبا.
حملات دعائية تعكس تخوفات حقيقية
حملات التشويه الجزائرية ضد الإمارات تكشف عن قلق حقيقي من التحولات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة، إذ بات واضحا أن تحالف المغرب والإمارات ينجح في تعزيز التنمية والاستقرار في إفريقيا ويعيد رسم توازنات القوى لصالح الرباط. وفي مقابل ذلك، تعتمد الجزائر على خطاب دعائي يحاول النيل من هذه الشراكة والتشكيك في نواياها.
رهانات استراتيجية في مواجهة خطاب دعائي
وفي المحصلة، تؤكد هذه التطورات أن النظام الجزائري يواجه تحديات متزايدة على المستويين السياسي والاقتصادي في ظل توسع التحالف المغربي-الإماراتي، خاصة أن هذا التعاون يحقق تقدما ملموسا على الأرض. ومع استمرار هذا التحالف في الدفع بعجلة التنمية وتحقيق الإنجازات، يبدو أن حملات الجزائر الإعلامية ستظل عاجزة عن تغيير المعادلات الإقليمية الراهنة.
تعليقات 0