زعمت جبهة البوليساريو أن الرئاسة السورية أصدرت بيانا ينفي وجود عناصر تابعة لها محتجزين في السجون السورية. وذكرت الجبهة في تقرير لها أن “الرئاسة السورية أكدت عدم وجود أي معلومات حالية أو سابقة حول وجود مقاتلين من البوليساريو في سوريا أو سجونها، سواء في عهد الرئيس بشار الأسد أو قبل ذلك”.

غياب تأكيد رسمي من دمشق

غير أن التحقق من هذه المزاعم يكشف أنها تفتقر لأي أساس رسمي، إذ لم تصدر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، ولا رئاسة الجمهورية السورية، أي بيان يدعم هذا الادعاء. ما يضع مصداقية تصريحات الجبهة محل شك.

وتأتي هذه الادعاءات في سياق محاولة البوليساريو تحسين صورتها، خصوصا بعد تقارير استخباراتية سابقة أكدت وجود عناصر تابعة للجبهة بين المعتقلين في سوريا، بتهم تتعلق بالمشاركة في الحرب السورية إلى جانب نظام الأسد.

استراتيجية إعلامية لمواجهة التحولات الدبلوماسية

وتندرج هذه التصريحات ضمن استراتيجية إعلامية تهدف إلى التشويش والتضليل، في ظل التحولات الدبلوماسية المتسارعة في المنطقة، حيث تثير مؤشرات الانفتاح السوري المحتمل على المغرب قلق البوليساريو، التي تخشى فقدان أحد أبرز حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط.

وتواجه الجبهة موقفا دفاعيا متزايدا، وسط تراجع نفوذها الإقليمي وانحسار الدعم الدولي لأطروحتها الانفصالية. ويأتي ذلك في وقت يتزايد فيه الدعم الدولي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها حلا واقعيا وذا مصداقية للنزاع في الصحراء.