في خطوة تعكس متانة الشراكة المغربية الفرنسية، أعلن المدير العام لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية، ريمي ريو، خلال زيارته يوم أمس السبت إلى مدينة العيون، عزم المجموعة تمويل مشاريع تنموية كبرى بالأقاليم الجنوبية للمملكة، بقيمة تقدر بنحو 150 مليون أورو.

وأوضح ريو، عقب لقاءات جمعته بوالي جهة العيون-الساقية الحمراء عبد السلام بكرات، ورئيس الجهة سيدي حمدي ولد الرشيد، ورئيس جماعة العيون مولاي حمدي ولد الرشيد، أن هذه الاستثمارات ستهم مجالات حيوية، مشددا على استعداد الوكالة لتقديم التمويلات والخبرات التقنية اللازمة لدعم الدينامية التنموية التي تعرفها الجهة.

وأعرب المسؤول الفرنسي عن إعجابه الشديد بجودة البنيات التحتية والبرامج التنموية المنجزة، مشيدا بالفرص الاقتصادية الواعدة التي توفرها جهة العيون، لاسيما في ما يتعلق بخلق مناصب الشغل وتلبية تطلعات الشباب المحلي.

دعم للمجال الصناعي والتكوين والبحث الزراعي

وأشار ريو إلى أهمية دعم إنشاء مناطق صناعية ومشاريع خاصة بالجهة، مؤكدا أن دخول الوكالة الفرنسية للاستثمار بهذه المنطقة سيساهم في تحفيز الفاعلين الاقتصاديين عبر حلول تمويلية ملائمة.

كما كشف المدير العام للوكالة عن تعزيز الشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، خاصة في مجالات البحث التطبيقي المتعلق بالفلاحة، مذكرا بتمويل كبير وقع مؤخرا بالرباط لإزالة الكربون من سلسلة الإنتاج.

زيارة ميدانية للوقوف على دينامية التنمية

وخلال هذه الزيارة، اطلع الوفد الفرنسي على أبرز مشاريع النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، من خلال عروض حول برنامج التنمية الجهوية وجماعة العيون، إضافة إلى زيارات ميدانية شملت مشاريع اجتماعية واقتصادية وميناء العيون.

كما قام الوفد بزيارة للمعهد الإفريقي للأبحاث في الزراعة المستدامة، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، حيث استمعوا لعرض حول برامج البحث العلمي والابتكار بالجهة.

زيارة تعكس شراكة استراتيجية متجددة

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تأتي في سياق تعزيز الشراكة الاستثنائية بين المغرب وفرنسا، والتي توجت مؤخرا باعتراف باريس بالسيادة المغربية على أقاليمه الصحراوية، كما تعكس الرغبة المشتركة في دعم التنمية المستدامة في الصحراء المغربية، باعتبارها منطقة محورية في استراتيجية النمو الوطنية.