نعم سيدي عبد الإله بنكيران.. تازة قبل غزة

السيد عبد الإله بنكيران، احتراما لماضيكم السياسي واعتبارا لمقامكم كرجل دولة سابق، أجد نفسي مضطرة لأن أرد على ما جاء في تصريحاتكم الأخيرة التي تدعو فيها إلى إعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية، وخصوصا دعوتكم لحركة حماس. وأقولها صراحة: نعم، سيدي، تازة قبل غزة.
فالمغرب، يا سيدي، ليس بلدا حديث العهد بالسياسة أو طارئا على الساحة الإقليمية. إنه بلد يمتد تاريخه لأكثر من اثني عشر قرنا، بنى خلالها مؤسساته بروية، واختار لنفسه درب الاعتدال والحكمة، تحت قيادة ملوكه الذين جمعوا بين الشرعية الدينية والسياسية.
مقولة خالف تعرف
ودعوتكم الأخيرة لحركة حماس، التي حاولتم من خلالها استغلال مقولة “خالف تعرف”، لم تجد لها صدى إلا عند من يتغذون على شعبوية فارغة. المغرب ليس ساحة لتجارب الشعارات، ولا منصة لتسجيل المواقف المجانية على حساب أولوياته الوطنية، فقبل أن ننادي بنصرة الآخرين، علينا أن نكون أوفياء لأبناء تازة، ووجدة، وزاكورة، وتاونات، الذين ينتظرون تنمية وعدالة اجتماعية وفرصا تحفظ لهم كرامتهم.
دعم متزن لا انفعالي
ولا تنس، يا سيدي، أن جلالة الملك محمد السادس نصره الله، لا يتحدث كثيرا، لكنه يعمل في صمت وبتبصر، من أجل أن يكون المغرب فاعلا في إحلال السلام، دون التفريط في ثوابته ولا في دعمه الثابت للقضية الفلسطينية.
دعم متزن، لا انفعالي، وموقف نابع من سيادة وطنية لا تملى من أحد.
المغرب لا يتاجر بالقضايا، بل يدافع عنها بحكمة وهدوء. وتازة، يا سيدي، ليست ضد غزة، لكنها قبلها، لأن من لا خير فيه لأهله، لا ينتظر منه خير لغيرهم.
بقلم: سميرة بار (ناشطة سياسية)
تعليقات 0