في لقاء تنظيمي جهوي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة العيون، رد رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للحزب، بهدوء وثقة على ما اعتبره “اتهامات مجانية” تتحدث عن خوض الحزب لحملة انتخابية قبل أوانها، مؤكدا أن التجمع الوطني للأحرار يشتغل في إطار القانون، ويحترم تماما التوقيت الدستوري للاستحقاقات الانتخابية.

وخلال كلمته في اللقاء المنظم تحت شعار “مسار الإنجازات”، شدد العلمي على أن هذه الادعاءات لا تستحق سوى “الشفقة”، لأن الحزب يمارس أدواره السياسية والتأطيرية وفق ما يتيحه الدستور، مبرزا أن موعد الانتخابات حين يحين، سيخوض الحزب غمارها بثقة ومسؤولية وسيكون في الموعد كما جرت العادة.

الأحرار بين الجذور التاريخية والمهام الوطنية

وأبرز العلمي، بنبرة واثقة، أن حزب التجمع الوطني للأحرار ليس طارئا على الساحة السياسية، بل تأسس بعد المسيرة الخضراء لمواكبة التحولات الوطنية الكبرى، وظل دوما فاعلا متوازنا في خدمة التعددية والدولة الحديثة، مبرزا أن الحزب يجدد اليوم التزامه بمرافقة الأوراش الملكية الكبرى، بروح مؤسساتية رصينة.

وأضاف أن الحزب “كان دائما جزءا من الحل، لا من المشكل”، مشيرا إلى أن وجوده في لحظات مفصلية من تاريخ المغرب يؤكد قدرته على الاستجابة للتحديات الوطنية بالهدوء والمسؤولية، بخلاف أطراف اختارت الهروب إلى “الشخصنة” وافتعال أزمات وهمية.

الحكومة تعمل بانسجام والمعارضة تمارس تشويشا سياسيا

وفي معرض رده على الدعوات المعارضة لإسقاط الحكومة، تساءل العلمي عن الأساس الدستوري الذي يمنح بعض الأطراف حق توجيه “ملتمسات رقابة سياسية” في غياب بدائل أو تصورات واضحة، معتبرا أن ذلك يعكس ارتباكا في الرؤية وعجزا عن مجاراة العمل الحكومي.

كما اعتبر أن رفع شكايات واتهامات إلى المؤسسات الدستورية بدعوى وجود دعاية انتخابية ما هو إلا محاولة للالتفاف على النقاش العمومي، مؤكدًا أن الفريق الحكومي يعمل بشكل متناغم، والبرلمان يشتغل في ظروف عادية، ولا وجود لأي خلاف داخلي داخل الأغلبية كما تُروج بعض الأصوات.

في قلب الأزمات.. الأحرار يواصل الإصلاحات

وأكد العلمي أن الحكومة بقيادة الأحرار واجهت واحدة من أصعب الفترات، في ظل أزمات متلاحقة كالجفاف وارتفاع الأسعار، إلا أنها تعاملت مع الظرفية بكفاءة واستباق، مواصلة برامجها في الحماية الاجتماعية والتعليم والصحة.

وأشار إلى أن من أبرز هذه البرامج كلية الطب والصيدلة بالعيون التي تلبي حاجيات الجهة في تكوين الأطر الطبية، إلى جانب مشروع “مدرسة الريادة” الذي أحدث تحولا نوعيا في التعليم، والتغطية الصحية والدعم المباشر للأسر.

كما استحضر العلمي مخطط المغرب الأخضر الذي كان من بين أبرز إنجازات الحزب، واصفا إياه بنموذج تنموي غير مسبوق نقل الفلاحة من مستوى المعاش إلى رافعة اقتصادية مهيكلة توفر الشغل وتعزز الأمن الغذائي.

عياش: الدينامية متواصلة وحضور القيادة في العيون رسالة قوية

من جانبه، قال محمد عياش، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة العيون الساقية الحمراء، إن اللقاء الجهوي الثاني لمسار الإنجازات في العيون يجسد دينامية الحزب المتواصلة، ويعكس تلاحم المركز مع الجهات، وتنزيله الفعلي لمساراته: الثقة، التنمية، والإنجازات.

وأكد عياش أن الجهة شهدت تحولات كبرى في ظل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، وأنها أصبحت اليوم ورشًا مفتوحًا للاستثمار والنمو، بفضل المشاريع الملكية الكبرى.

كما عبر عن فخر مناضلات ومناضلي الحزب بما تحقق من مكتسبات دبلوماسية، تمثلت في فتح قنصليات عربية وإفريقية في مدن الصحراء المغربية، مؤكدا أن حضور القيادة الوطنية للحزب بالعيون يحمل رسالة وفاء للوحدة الترابية وتأكيدا على عمق الانتماء الوطني.

وختم الطالبي العلمي كلمته برسالة واضحة: “نحن لا ننازع أحدا على موقع أو سلطة، بل نشتغل من أجل الوطن، بثقة في أنفسنا، والتزام بثوابتنا، وتمسكنا بالمسار الإصلاحي”، مضيفا: “من الأفضل للخصوم أن يفهموا الواقع قبل إصدار الأحكام، لأن منطق التشويش لن يعطل عجلة الإصلاح، ولن يثني الأحرار عن مواصلة خدمة المواطن”.