في إطار تنزيل التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى إعادة تكوين القطيع الوطني للماشية على أسس مستدامة ومهنية، احتضن مقر وزارة الداخلية، اليوم الجمعة، اجتماعا تنسيقيا عالي المستوى جمع بين وزراء ومسؤولين مركزيين يمثلون القطاعات المعنية، وذلك لتدارس سبل إنجاح هذا الورش الوطني الحيوي.

وترأس الاجتماع وزير الداخلية، بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، إلى جانب عدد من المسؤولين المركزيين. كما شارك عن بعد ولاة الجهات وعمال الأقاليم والعمالات، وممثلو القطاعات المعنية على المستويين الترابي والجهوي، من خلال تقنية التناظر المرئي.

مرتكزات العملية: دعم المربين وتأمين السيادة الغذائية

وفي مستهل اللقاء، تم تقديم عرض شامل حول المبادئ التوجيهية لعملية إعادة تكوين القطيع، المستندة إلى الرؤية الملكية الرامية إلى ضمان نجاعة العملية على مختلف المستويات، من خلال آليات تأطير دقيقة يشرف عليها الجهاز الترابي، وتدبير الدعم بشفافية ضمن لجان محلية تشرف عليها السلطات.

وتم خلال الاجتماع التأكيد على الأهمية المحورية لهذا المشروع الوطني في تعزيز إنتاجية قطاع تربية الماشية وضمان ديمومته، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والمناخية المتزايدة، وفي مقدمتها توالي سنوات الجفاف.

رقمنة المعطيات واعتماد حكامة متعددة المستويات

كما تم التذكير بأن العملية تعتمد على بناء قاعدة بيانات وطنية رقمية محينة ودقيقة تحدد هيكلة القطيع ومالكيه، بهدف توفير تصور واقعي لوضعية القطاع، يسمح بوضع خطط وإجراءات تتلاءم مع حاجيات الفلاحين والمربين في مختلف الجهات.

وفي السياق ذاته، جرى تقديم تفاصيل الدورية المشتركة المؤطرة للعملية، التي تحدد بدقة نموذج الحكامة المعتمد، حيث ستشرف وزارة الداخلية على لجنة قيادة مركزية، في حين تضطلع وزارة الفلاحة بتنسيق لجنة تقنية مشتركة مع باقي القطاعات، بينما تتولى الولاة والعمال رئاسة اللجان المحلية لتأطير تنفيذ العملية ميدانيا.

انخراط جماعي وتتبع دقيق لإنجاح الورش

وشدد المتدخلون على ضرورة التعبئة الشاملة لكل الموارد البشرية واللوجستيكية، وضمان التزام جميع الأطراف المعنية، مركزيا وترابيا، من أجل إنجاح كافة مراحل إعادة تكوين القطيع، من تجميع البيانات، والتأكد من أهلية المربين، إلى التتبع الصارم لتدابير الدعم ومواكبة الميدان.

كما تم التأكيد على أهمية التواصل المباشر مع المربين لتحسيسهم بأهداف هذا الورش الوطني، وإشراكهم في مختلف مراحل تنزيله، بما يضمن تحقيق نتائج فعّالة ومستدامة على المدى القريب والمتوسط، ويعزز الأمن الغذائي للمملكة.