علم “آش نيوز” أن أزمة حفل عبد الحليم حافظ بتقنية “الهولوغرام” بالدورة 20 من مهرجان “موازين”، لا تتعلق فقط بالمشاكل القانونية بين عائلة الفنان الراحل، والمنتج ورجل الأعمال المصري محسن جابر، صاحب شركة “عالم الفن” المالكة لحقوق استغلال إرث العندليب الأسمر، التي وصلت إلى القضاء، بل بين إدارة موازين وشركة مغربية تملك حقوق إحياء سهرة لحليم في أكتوبر المقبل بالدار البيضاء، موضوعه الرئيسي صراع على “كعكة” التعويض المادي الذي ستتم الاستفادة منه.

وحسب المعطيات التي توصل إليها الموقع، فإن الشركة المغربية، تملك حقوق استغلال اسم عبد الحليم حافظ وصورته بعد حصولها على ترخيص وإذن قانوني من عائلة عبد الحليم حافظ، وقد سبق لها أن تقدمت لدى إدارة “موازين” من أجل إحياء حفل الفنان الراحل بتقنية “الهولوغرام”، وبدأ التفاوض معها حول ظروف وشروط إحياء السهرة، ماديا وتنظيميا، لكن دون التوصل إلى اتفاق، لتلجأ إدارة المهرجان العالمي إلى خدمات شركة إماراتية، تملك الإذن باستغلال اسم وصورة العندليب الأسمر من شركة “عالم الفن” لصاحبها محسن جابر، وهو ما أشعل فتيل الصراع الحقيقي حول الحفل، والذي وصل إلى اتباع المساطر القانونية في مثل هذه النزاعات الشائكة والمتشابكة.

مشروع ضخم يليق باسم حليم

وحسب مصدر جيد الاطلاع، فإن بعض من سماهم ب”السماسرة”، الذين تنسق معهم جمعية “مغرب الثقافات” المنظمة للمهرجان العالمي، كانوا وراء رفض مشروع حفل عبد الحليم ب”الهولوغرام” في “موازين”، الذي عرضته الشركة المغربية، والذي كان سيتم تقديمه وفق معايير جودة عالمية، مشيرا، في اتصال مع الموقع، أن المشروع نفسه، الذي تشتغل عليه الشركة المغربية، التي حصلت على الحقوق من عائلة عبد الحليم حافظ، مشروع ضخم ومهني يشارك فيه عازفون وموسيقيون أجانب، من هولندا ومن بلدان أخرى، وبمستوى عالمي يليق بحجم واسم الفنان المصري الكبير، وهو الحفل الذي من المنتظر تقديمه في أكتوبر المقبل بالعاصمة الاقتصادية، مثلما سبق الذكر.

حفل أم كلثوم بالهولوغرام

من جهته، أكد مصدر جيد الاطلاع، من الجهة المنظمة ل”موازين”، أن إدارة المهرجان العالمي ليست “هاوية”، وتدرك جيدا أهمية الجانب القانوني في الموضوع، وقدحصلت على ترخيص قانوني باستغلال اسم عبد الحليم حافظ في حفل بتقنية “الهولوغرام”، من طرف محسن جابر، باعتباره الجهة الوحيدة المخولة قانونيا بمنح حق استغلال تراث الفنان الراحل، وذلك عن طريق شركة رائدة عربيا في هذه النوعية من الحفلات، وهي نفسها التي سبق أن تعاملت معها في حفل أم كلثوم بتقنية “الهولوغرام” في دورة سابقة من “موازين”، عرفت مبيعاته أرقاما قياسية واستقطب جمهورا غفيرا.

صورة بالذكاء الاصطناعي

واستغرب المصدر نفسه، في اتصال بالموقع، كيف تريد الجهة المتضررة أن تتابع إدارة “موازين”، في الوقت الذي كان عليها أن تلاحق الشركة التي باعت حقوق استغلال اسم وصورة العندليب الراحل، علما أن المهرجان استعمل في “الأفيش” صورة عن طريق الذكاء الاصطناعي بدل الصورة الأصلية للفنان عبد الحليم حافظ.

وأشار المصدر، إلى أن الشركة المغربية فعلا تقدمت بعرض إلى إدارة المهرجان العالمي من أجل إحياء حفل للعندليب الأسمر عن طريق تقنية “الهولوغرام”، لكن لم يتم الاتفاق على مجموعة من الشروط، ما جعلها تلغي عرضها، فما كان من الإدارة سوى اللجوء إلى خدمات شركة أخرى، وجدت عرضها مناسبا، وهو العرف السائد في جميع المهرجانات عالميا، وليس حكرا على “موازين” دون غيره.

وسيكون جمهور مهرجان “موازين”، على موعد ليلة اليوم (الاثنين)، مع عرض بتقنية “الهولوغرام” لحفل عبد الحليم حافظ، وذلك بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، ابتداء من الثامنة والنصف مساء، حيث سيستعيد مجموعة من الأغاني الخالدة للعندليب الأسمر الراحل، الذي كان صديقا كبيرا للمغرب وللملك الراحل الحسن الثاني.