أشعل “اليوتوبر” الشهير بلقب “بن نسنس” موجة من الجدل بعد نشره مقطع فيديو يدعي فيه اكتشاف كنز أثري خلف جدار قديم داخل قصر البوهالي التاريخي بضواحي بني ملال. الفيديو، الذي حقق ملايين المشاهدات، يوثق لحظة كسر الجدار بأدوات يدوية واستخراج أوان معدنية قال إنها فرعونية، وتضم مواد مزعومة مثل “الزئبق الأحمر” و”ذهب قديم”.

غموض رسمي وتحذيرات من “مسرحية افتراضية”

ورغم الانتشار الكبير للفيديو، لم يصدر أي تأكيد رسمي من الجهات المختصة بشأن صحة الاكتشاف أو قانونيته، ما أثار شكوكا حول ما إذا كان الأمر مجرد تمثيلية رقمية لجذب المشاهدات. واعتبر عدد من المتابعين أن الفيديو يفتقر إلى المصداقية، خاصة في ظل غياب وثائق أثرية أو تدخل رسمي لحماية الموقع.

وعبرت فعاليات ثقافية وحقوقية عن قلقها من التأثير السلبي لهذا النوع من المحتوى، معتبرة أنه يشجع على التخريب بدافع الشهرة أو الربح، وقد يدفع مراهقين ومغامرين إلى استهداف مواقع أثرية غير محمية، ما يشكل خطرا كبيرا على التراث الوطني.

مواقف غاضبة ومطالب بالمحاسبة

في تدوينة نشرها على “فيسبوك”، وصف الناشط الأمازيغي وعضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، رشيد بوهدوز، الواقعة بأنها “عبث خطير يستدعي متابعة قضائية”. وقال إن ما قام به بن نسنس من تدمير جدار تاريخي والترويج لمحتوى مضلل يعد سلوكا ممنهجا محفوفا برسائل خطيرة.

ودعا بوهدوز النيابة العامة إلى التحرك وفتح تحقيق مع اليوتيوبر، ومتابعته بتهم تتعلق بتخريب التراث الوطني ونشر محتوى زائف، كما طالب وزارة الثقافة بالخروج ببلاغ رسمي لتكذيب الادعاءات وتوعية الشباب بمخاطر التلاعب بالمعالم الأثرية.

دعوات لتعزيز حماية المواقع الأثرية

في السياق نفسه، نادت عدة جهات مدنية وحقوقية بتشديد المراقبة على المواقع التاريخية المهجورة، مع مراجعة القوانين الزجرية لحماية التراث، وتفعيل التربية الثقافية داخل المؤسسات التعليمية. كما شدد نشطاء على ضرورة خلق منصات رقمية بديلة تساهم في ترسيخ الوعي التراثي لدى الشباب وتشجيعهم على التفاعل الإيجابي مع تاريخهم.