تسبب زلزال الحوز المدمر، والذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، في تغيير ملامح معالم أثرية وتاريخية يعرف بها المغرب ويصنف بعضها على قوائم اليونسكو تراثا عالميا. فإلى جانب الخسائر البشرية، خلف الزلزال ركاما من المآسي ستظل عالقة في ذاكرة ونفوس من عايشوها.
مسجد تينمل
يعد مسجد تينمل الذي يقع في إقليم الحوز، بؤرة الزلزال، من بين أبرز المعالم التاريخية المتضررة، وهو الذي يعرف بالمسجد الأعظم، حيث يعود بنائه إلى بداية القرن الثاني عشر في عهد الدولة الموحدية، والذي ظل صامدا منذ ذلك التاريخ إلى أن هزه الزلزال.
لم يكن مسجد تينمل مكانا للعبادة، إلا أن بقاياه ظلت محفوظة ومصانة باعتباره موقعا تاريخيا بني في نفس الموقع الذي دفن فيه ابن تومرت، مؤسس الدولة الموحدية، ويعتبر نموذجا هاما ومثالا بارزا على العمارة الموحدية في المغرب.
صومعة مسجد خربوش
تمكنت الهزة الأرضية المدمرة من تحريك صومعة مسجد خربوش كذلك، والتي ظلت صامدة لسنوات هي الأخرى، هذه المعلمة التي تقع بساحة جامع الفنا بمدينة مراكش.
ويعود اسم مسجد خربوش إلى الحاج امحمد خربوش الذي قام بتجديد المسجد وتهيئة معالمه في عشرينيات القرن الماضي، وله واجهتان، الأولى رئيسية في ساحة جامع الفنا قبالة مقهى فرانس، والباب الخلفي يوجد في القصابين وهي أيضا من المناطق العريقة بالمدينة الحمراء.
مآثر لن تموت
في هذا الصدد، أكد المهندس والباحث في المآثر التاريخية، رشيد بوفوس، أن المآثر، بالرغم من الزلزال، لن تنقرض بالموازاة مع تطور علم الآثار ودعم اليونيسكو للمآثر التاريخية الدائم.
وأضاف رشيد بوفوس، في اتصال مع موقع “آش نيوز”، أن ما خلفه الزلزال من تصدعات وركام، سيتم ترميمه، في خطوة معتادة تقوم بها وزارة الثقافة من خلال الإعتماد على مجموعة من المهندسين يتكلفون بهذه المآثر الآيلة للسقوط سواء جراء الزلزال أو الفيضانات.
وأوضح الباحث رشيد بوفوس، أن كل صومعة أو مسجد أو بناية تاريخية تمتلك أوراقا خاصة تتضمن معطيات بخصوص بنائها وشكلها الأصلي، وفي حالة مشابهة للزلزال الذي شهدناه، يعود المهندس إلى هذه الأوراق ليتمكن من ترميم هذه المآثر بدون تحريف شكلها الأصلي.
التعليقات 0