يوسف بن دافيد.. “سفير” إسرائيل الذي يتنكر لأصله المغربي
لا أحد يعرف الدور الذي يلعبه يوسف بن دافيد، منذ تعيينه مديرا لمكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، خلفا لدافيد غوفرين. فهو منذ وطأت قدماه أرض المغرب، وهو يثير التساؤلات من حوله وحول العوامل التي أدت إلى تعيينه في بلد بالكاد تم استئناف العلاقات الدبلوماسية معه، علما أن وراءه تاريخا يحاط بسياق من التطرف والكراهية، ويضعه في قلب انتقادات واسعة النطاق، خاصة في الأوساط العربية وبين أبناء الطائفة اليهودية المغربية، سواء داخل إسرائيل أو في المملكة.
نشأته ومساره الأكاديمي
وفي محاولة لكشف جوانب من شخصية يوسف بن دافيد، الذي رفض اللقاء بالصحافة، ولأنه قليل الظهور والكلام، ربط “آش نيوز” اتصالات مع العديد من المصادر التي عرفت عن قرب، أو عن بعيد، هذه الشخصية. فأفادت أن بن دافيد نشأ في بيئة متأثرة بالصراعات الإقليمية والسياسية. وقد برز خلال سنوات دراسته في جامعة حيفا، كناشط طلابي متشدد. شغل منصب رئيس نقابة الطلاب للصحافة، وهو المنبر الذي استخدمه لنشر أفكار متطرفة ومعادية للعرب والمسلمين.
كان دائم الحضور في المظاهرات التي نظمتها الفصائل اليمينية المتطرفة في الجامعة، حيث قاد حشود الطلاب بشعارات تدعو إلى العداء للعرب والمسلمين. تمتع بن دافيد بسمعة كزعيم طلابي متشدد يروج للكراهية ويدعو صراحة إلى سياسات الإقصاء والإبادة بحق من يعتبرهم “أعداء إسرائيل”.
أصول “أشكينازية”؟
بالرغم من كونه من أصول مغربية، إلا أن يوسف بن دافيد، أو يوسي كما يحب أن يطلق عليه، كان ينكر باستمرار هذا الجانب من هويته. ولطالما أصر على أنه من أصول “أشكينازية”، محاولا الابتعاد عن ارتباطه بجذور عربية أو إسلامية. وهو الإنكار الذي أثار استياء العديد من اليهود المغاربة الذين يعتبرون أن جذورهم الثقافية لا يمكن إنكارها مهما كانت التوجهات السياسية.
خلفية توليه منصب مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي
تولى يوسف بن دافيد منصبه الحالي في الرباط بصفته ممثلا دبلوماسيا لإسرائيل، لكن بعض المصادر تعتقد أن دوافعه تتجاوز مجرد تعزيز العلاقات الدبلوماسية. إذ يروج أنه يعمل لخدمة أجندة رجال أعمال ولوبيات اقتصادية تهدف إلى الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الاستثمارات والصفقات في المغرب.
كما ينظر إليه كشخصية طامحة لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية، إذ يسعى ليكون أول مسؤول إسرائيلي يضغط على المغرب لافتتاح سفارة رسمية لإسرائيل. جزء من طموحه يتمثل في الحصول على استقبال رسمي من الملك، وهي خطوة تحمل رمزية كبيرة له وللحكومة الإسرائيلية.
مواقفه تجاه العرب والمسلمين
مواقف بن دافيد العدائية ضد العرب والمسلمين ليست مجرد شائعات. فقد كانت واضحة منذ أيامه الجامعية. استمر في دعم سياسات الاحتلال الإسرائيلي، بل وعرف عنه تأييده الصريح للإبادة بحق الفلسطينيين وغيرهم من الشعوب العربية التي تعتبرها إسرائيل “معادية”. هذه المواقف المتطرفة تتناقض مع دوره الحالي كممثل دبلوماسي يفترض أن يعمل لتعزيز العلاقات وليس لتعميق الصراعات، حسب المصادر نفسها.
تعليقات 0