بعد رفض الجزائر عرض المغرب المساعدة في إخماد الحرائق التي شبت بغاباتها، أخيرا، نشر التلفزيون العمومي الجزائري، أمس الأربعاء 16 غشت 2023، صور طائرات إطفاء الحرائق المغربية من طراز كنادير، زاعما أنها طائرات جزائرية، بعدما قام بفبركتها عبر إخفاء العلم المغربي الذي يزين ذيلها.

لكن، ما لا يعلمه التلفزيون الجزائري، هو أن الجزائر لا تملك طائرات كنادير التي ينتجها المصنع الكندي بومباردييه، بل طائرات إطفاء روسية من طراز “بيريف”، اقتنت الحكومة الجزائرية أربعا منها خلال هذه السنة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام جزائرية وروسية.

ورغم أن الأمر بعيد على أن يكون مجرد خلط أو جهل واستهتار، فإن التلفزيون الرسمي الجزائري أصر على نسب الطائرة المغربية للجزائر، بعد حذف العلم المغربي المطبوع على ذيلها، وأرفقها بمقال تحت عنوان البليدة: استلام أربعة مدرجات هبوط حوامات وطائرات إخماد حرائق الغابات.

وفي تلاعب جلي بعقول القارئين، يتناول الخبر الذي نشره التلفزيون العمومي الجزائري، استلام دولة الكابرانات لمدرجات هبوط طائرات، وليس للطائرات بحد ذاتها، كما توحي به الصورة والطريقة التي صيغ بها العنوان، والتي تعكس براعة نظام العسكر في أساليب الكذب والتلفيق ونشر البروباغاندا، ناهيك عن هوسه بكل ما هو مغربي.

من جهتها، تناقلت القنوات والمواقع الإعلامية الجزائرية، الخبر بدورها، غير أن الكثير منها لم يتوصلوا بالصورة المفبركة للطائرة المغربية، أو أغفلوا التعليمات القاضية بإخفاء العلم المغربي، وقاموا بنشر الصورة الأصلية، كما هو الحال بالنسبة لقناة النهار الجزائرية، وهو الأمر الذي أثار السخرية في صفوف النشطاء المغاربة والعرب عموما.