الكثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي متحمسون لما تفعله حماس بالأسرى الإسرائيليين وبالمدنيين من النساء والشبان اليهود، ويحتفون بفيديوهات السحل والتحقير والسبي والتمثيل بالجثث، المنسوبة إلى هذه المنظمة الفلسطينية المصنفة إرهابية، على الصعيد الدولي.
والكثيرون أيضا لا يفهمون أسباب الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا خلفياته الدينية أو السياسية، ورغم ذلك يفتون وينظرون في فيسبوك وغيره، فقط لأن غزة اليوم هي الكلمة “الطوندونس” على الأنترنت.
جلنا، نحن المغاربة، البعيدون جغرافيا وثقافيا عن الأراضي الفلسطينية ودولة إسرائيل، نشأنا على أسطوانة واحدة مشروخة، يرددها الإعلام العربي منذ أكثر من سبعين سنة. وهي الأسطوانة نفسها التي ظلت تتكرر على مسامع أجيال، دون أن يتنبه أحد إلى ضرورة الاستماع إلى ما يقوله الطرف الآخر والحكم عليه بمنطق العقل والواقعية السياسية بدل الشعارات الفارغة التي لا زالت تنتصر للعصبية الدينية والقبلية والإيديولوجيات التي عفى عنها الزمن.
ليس دفاعا عن إسرائيل. فهي لديها متطرفوها أيضا، الذين يأملون في يوم يبيدون فيه جميع العرب والمسلمين، وحكوماتها التي تؤجج الصراع والاقتتال بسبب سياساتها التي تشجع الاستيطان والظلم وسلب الحقوق، ولكن انتصارا للسلم والسلام والتعايش والحياة المشتركة.
لقد ضربت حماس الإسرائيليين في مقتل، وأسقطت أسطورة الأجهزة الاستخباراتية التي تعرف كل شاذة وفاذة على حدودها، وعلى مستوى العالم، لكنها أدخلت الشعب الفلسطيني في دوامة حرب لا أحد يتنبأ بنهايتها وخسائرها وتداعياتها على المنطقة، فإسرائيل تعبأت وسترد. أما الثمن، فسيدفعه الضحايا من المدنيين العزل، نساء وأطفالا وشيبا وشبابا، لا علاقة لهم بهذه المعركة التي تتحكم في أزرارها أطراف خارجية لأهداف جيو إستراتيجية.
حماس، التي لا يمكن أن يتحمس لها سوى المسلمين الداعشيين الدمويين، لا يمكنها أن تجلس على طاولة الحوار مع الإسرائيليين، هي التي تقتل إخوانها في فتح، فما بالك ب”أبناء عمها” اليهود. إنها منظمة تسعى إلى الحرب لأنها تغتني منها وتتقوى بها. السلام ليس في مصلحتها والتطبيع أيضا وحل إقامة الدولتين طبعا.
إسرائيل دولة قوية ومتطورة وديمقراطية. وهي، إلى جانب السلاح، تحارب بالعلم. أما حماس، فما زالت تحمل شعار “خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سيعود”، الذي رفع منذ 12 قرنا، ولم يعد صالحا للزمن الحالي، بما يحمله من حقد وضغينة وكره. لذلك فالحوار مستحيل بينهما.
لقد استأنف المغرب علاقاته مع دولة إسرائيل، التي له معها مصالح كبيرة ويستفيد منها على مستويات كثيرة. ورجالاته يعرفون الصالح العام لهذا البلد وشعبه، لذلك يرون في التطبيع الحذر أسلوبا للحصول على المزيد من الامتيازات وتحقيق الإنجازات. كما أن لنا يهودا مغاربة يقطنون في الديار الإسرائيلية يدعمون الوطن والملك ويضغطون بكل السبل من أجل قضيتنا الوطنية. فآش بغينا بشي حماس؟ وآش بينا وبين شي فلسطينيين يتعاطفون مع بوليزاريو ويعتبروننا مستعمرين؟!
حماس للإرهاب
09 أكتوبر 2023 - 17:00
التعليقات 0