آش نيوز - الخبر على مدار الساعة - اخبار المغرب وأخبار مغربية

H-NEWS آش نيوز
آش نيوز TV15 يناير 2025 - 19:18

باحث: إمارة المؤمنين تعزز الوسطية وتضمن توازن الخطاب الديني

المغرب

بعد الجدل الكبير الذي أثاره أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بخصوص تصريحه أمام وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، والذي قال فيه إن المغرب دولة علمانية تستند إلى دين معتدل، أكد خالد التوزاني، أستاذ باحث في الأدب المغربي والأندلسي وقضايا الهوية والثوابت الدينية، أن الإسلام المعتدل في المغرب ليس مجرد فكرة دينية، بل هو أسلوب حياة يعكس تاريخا عريقا من التعايش والتسامح.

الإسلام المعتدل في المغرب

وأكد خالد التوزاني، في اتصال مع “آش نيوز”، أن الإسلام المعتدل في المغرب يعتمد على مرجعيات دينية وفكرية راسخة، أبرزها المذهب المالكي الذي يميز المغرب عن غيره من الدول الإسلامية.

وأوضح الباحث أن المذهب المالكي يعرف بمرونته وقدرته على التكيف مع متطلبات العصر، بالإضافة إلى اعتماد العقيدة الأشعرية التي تدعو إلى منهج فكري متوازن بعيد عن الغلو والتطرف، كما أشار إلى أهمية التصوف السني الذي يعزز من قيم تهذيب النفس والارتقاء الروحي، مما يساهم في نشر قيم التسامح والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع.

الوسطية والتوازن الديني

وأبرز خالد التوزاني، دور مؤسسة إمارة المؤمنين في المغرب، التي يترأسها الملك محمد السادس، باعتبارها صمام الأمان لحماية الدين الإسلامي في المملكة.

وأشار الباحث ذاته، إلى أن هذه المؤسسة تسهم بشكل كبير في الحفاظ على توازن الخطاب الديني، وتعزز من قيم الوسطية، كما تساهم في توجيه الخطاب الديني بما يتماشى مع الواقع الاجتماعي والسياسي في المغرب، وهي بذلك تضمن احترام التنوع الديني والثقافي في المملكة، ما يعكس جوهر الإسلام المعتدل.

التعايش السلمي

وحسب خالد التوزاني، فقد أثبت الإسلام المعتدل في المغرب نجاحه في العديد من المجالات، ومن أهمها تعزيز التعايش السلمي بين مختلف الأديان والطوائف، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون واليهود في جو من الاحترام المتبادل. كما أن الاستقرار السياسي الذي يشهده المغرب يعد أحد الأسس التي ساعدت على تحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات، مما يساهم في تعزيز الرفاه الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين، حسب الباحث الذي أشار أيضا إلى أن المغرب قد نجح في مواجهة التحديات الفكرية المتطرفة عبر تعزيز الخطاب الديني الوسطي.

تحديات واقعية

وأضاف خالد التوزاني في الاتصال نفسه قائلا “رغم هذه الإنجازات، لا يخلو الإسلام المعتدل في المغرب من التحديات التي قد تعيق استمراريته، ومنها تأثير العولمة التي تحمل معها أفكارا قد تتناقض مع القيم الدينية التقليدية”، مشيرا إلى انتشار الفكر المتطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي يهدد استقرار المجتمع، ومشددا على ضرورة أن تبذل المؤسسات الدينية في المغرب المزيد من الجهود للتصدي لهذه الظواهر وتعزيز قيم الاعتدال والوسطية بين الشباب.

وأثنى الباحث نفسه، على الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب لتعزيز دور التعليم الديني والإعلام في نشر قيم الاعتدال، مبرزا أن الوزارة تسعى إلى إشراك الشباب في المبادرات الدينية والاجتماعية التي تدعم الانتماء الوطني وتحفظ الثوابت الدينية للمملكة، كما تعمل على مواكبة الحياة الدينية للجالية المغربية في الخارج، ما يعزز من دور المغرب باعتباره منارة للإسلام المعتدل في مختلف أنحاء العالم.

ويرى التوزاني، في نفس السياق، أن الإسلام المعتدل في المغرب ليس مجرد نموذج ديني، بل هو أسلوب حياة يعكس عمق التقاليد الثقافية والدينية للمجتمع المغربي، وبفضل هذا النهج، أصبح المغرب نموذجا رائدا في العالم الإسلامي في مجال التسامح والاعتدال، مما يجعله منارة للوسطية في عالم يتصاعد فيه التطرف، مشددا على أهمية الحفاظ على هذا النموذج وتعزيزه يمثل تحديا وفرصة لبناء مستقبل أكثر استقرارا وسلاما.

Achnews

مجانى
عرض