تعاني صناعة “رسوم الكرتون” أزمة في المغرب، وهي تكاد لا تخوض أي منافسة، سواء عربية أو دولية، ما يجعل العديد من الأسئلة تطرح في ظل التطور التكنولوجي وآليات الذكاء الاصطناعي المتطورة والمنافسة العالمية التي تذهل المشاهد كل عام، خاصة ما بات يعرف بأفلام “الأنيم”، هذه الصناعة اليابانية التي غزت العالم بأفكارها وواقعتيها وصداها الإيجابي لدى المتلقي بمختلف الفئات العمرية.
إبداع دون دعم
موليم العروسي، أديب وناقد فني، يرى أن إشكالية صناعة الأفلام المليئة بالحركات والأصوات والألوان، أي “الكرتون” وأفلام “الأنيم”، هي إشكالية يشهدها المغرب منذ سنوات، لعدة أسباب لعل أبرزها غياب بنيات الإنتاج الداعمة لهذه الصناعة، وغياب منتجين بفكر إبداعي يسعى لتطوير ودعم الفن بأنواعه، إضافة إلى غياب دعم الشباب الذي يكبت بداخله أفكارا إبداعية وفنية خيالية.
وأضاف موليم العروسي، في اتصال مع “آش نيوز”، أن المغرب يتوفر على شباب مبدع، والدليل هو المحاولات التي يقوم بها من خلال عرض أفلام “كرتونية” لا تقل عن 3 دقائق، يحاول من خلالها إبراز فكرته ومجهوده في ظل غياب اليد التي ستساعد هذه الأفكار على أن تظهر على الساحة الفنية بطريقة احترافية.
كبت الطاقة
وأشاد الناقد الفني موليم العروسي، بالشباب المغاربة المبدعين، مبرزا أن “المغرب يضم كل سنة عددا من خريجي المسارح ومعاهد الفنون الجميلة، الذين لا يجدون للأسف أين يفرغون طاقتهم الإبداعية والفنية، خاصة الأفكار التي تتسم بالغرابة والإبداع، حيث لا وجود لإمكانية تنزيل هذه الأفكار على أرض الواقع في ظل غياب الظروف التقنية ومختصين في دراسة السيناريوهات، وهذه كلها أمور تحتاج لبنية تحتية إنتاجية قوية”.
اتباع “التراند”
وبخصوص المنافسة التي يشهدها العالم في هذا المجال، بعد أن تحولت هذه الصناعة إلى مصدر للأرباح، اعتبر موليم العروسي، في الاتصال نفسه، أن معظم المنتجين في المغرب يميلون إلى دعم وإنتاج كل ما يمكن أن يدر عليهم دخلا وربحا، مضيفا أنه رغم أن هذه الصناعة مربحة في العالم بأسره، إلا أن السينما المغربية والإنتاجات التلفزيونية تقتصر على ما هو “تراند”، من خلال الاعتماد على مشاهير “تيك توك” و”إنستغرام” فقط للحصول على نسب مشاهدة، في ظل إغفال تام للإبداع أو الخروج عن منطقة الراحة والانفتاح على هذه الصناعات “الكرتونية”.
التعليقات 0