فكت استئنافية الرباط لغز واحدة من أغرب القصص التي حيرت السلطات الأمنية بتمارة، بطلتها مسنة ألفت جريمة من نسج خيالها، وورطت فيها عاملا بسيطا، كاد يزج به في السجن بسببها.

وأوردت جريدة “الصباح“، في عددها لليوم الثلاثاء 6 فبراير 2024، أن عامل بناء كان يشتغل في إحدى الفيلات بتمارة، ومرت بجانب الورش الذي يشتغل فيه، مسنة في عقدها السادس، وطلبت منه النزول لمقابلتها، قبل أن تتهمه بأنه اغتصبها واختطفها وسرق هاتفها وأموالها.

اعتقال بتهمة جنائية

وتابعت الجريدة أن العامل البسيط اعتقد أن المسنة تعاني الخرف أو مرضا عقليا، فعاد إلى عمله، ليتفاجأ بعودتها بعد ساعة، رفقة رجال الدرك الملكي، الذين دلتهم عليه وقاموا باعتقاله، ثم ساقوه إلى مخفر الدرك الملكي، وأحالوه في حالة اعتقال رفقة المشتكية على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف، بالنظر إلى الطابع الجنائي للجرائم التي تدعي المسنة أن المتهم اقترفها في حقها.

وأضافت اليومية المغربية، أن المشتكية وبمجرد وقوفها أمام قاضي التحقيق، قررت التنازل عن المتابعة، ما حرك شكوك القضاء، ليطالب القاضي بإجراء خبرة للفصل في الموضوع، والسماح للمتهم بالسراح المؤقت، مع أداء كفالة قدرها 5 آلاف درهم.

سوائل منوية متعددة

وقامت الخبرة، وفق المصدر ذاته، على أخذ عينة من السائل المنوي من رحم المشتكية، من أجل مقارنته مع السائل المنوي للمتهم، وبعد إجراء الخبرة، تبين أن رحم المشتكية يحتوي على عينات لأكثر من شخص واحد، وأن تلك العينات لا علاقة لها بالمتهم.

وبعد سلسلة من الجلسات، التي سبقت نتائج الخبرة، تضيف “الصباح”، قرر القاضي إعفاء المتهم من الحضور، وأمره بالاستمرار في حياته بشكل عاد، في انتظار استكمال الإجراءات من قبل المحامي.