في ظل التطورات المتعلقة بملف المساواة بين الجنسين ووصول المرأة المغربية لمراكز القرار في العديد من المجالات، ومواجهتها لعدد من التحديات المجتمعية، أجرى “آش نيوز” حوارا مع الإعلامية إيمان أغوتان، التي عرفت بآرائها المتنورة وكفاءتها في المجال الإعلامي، والتي تطرقت لعدد من المواضيع المهمة، التي تخص النساء ومجال الإعلام، كما كشفت عن رأيها بخصوص مدونة الأسرة المرتقبة. تفاصيل الحوار الذي أجراه الموقع على هامش اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم 08 مارس 2024، في ما يلي:
ما هي العراقيل التي تواجه المرأة الإعلامية في المغرب اليوم؟
صدقا، لا أجد أن هناك عراقيل قائمة على أساس الجنس أو النوع بالنسبة للممارسة الإعلامية في المغرب. هناك فقط إكراهات وظروف المهنة، التي لا تكون دائما ظروفا مثالية. ويتعلق الأمر بإكراهات نعايشها جميعا زملاء وزميلات. فالموضوع لايقتصر فقط على النساء. والدليل أن المرأة الإعلامية حين تتوفر فيها الكفاءة والجدية والالتزام، تتمكن من أن تحقق ذاتها في المجال وتطور مسارها. لدينا كفاءات إعلامية نسائية وصلت لمناصب المسؤولية في الإعلام.. لدينا مديرات أخبار في القنوات الوطنية، وسيدات بصمن على مسارات إعلامية بارزة واستطعن الوصول للجمهور العريض، سواء في الإذاعة أو في التلفزيون.
يمكن أن نربط العراقيل أحيانا ببعض الأمور المتعلقة بالحياة الشخصية، لأن طبيعة المهنة تجعل من العسير أحيانا كثيرة، أن توفق النساء بين مسارهن المهني وواجباتهن تجاه الأطفال والأسرة. إذ نجد حالات متعددة لكفاءات نسائية، في مجالات متعددة، انسحبن بعد سنوات قليلة من العطاء، وفي سن مبكرة، وضحين بتفوقهن المهني من أجل حياتهن الشخصية.
ما رأيك في التقدم الذي عرفته وضعية المرأة الحقوقية في المغرب؟
هناك تقدم بالنسبة لمجال الحقوق في المغرب بشكل عام، في ظل دستور 2011. الأمور اليوم اتضحت بشكل أكبر وتم التقعيد لها دستوريا، وبدأنا فعلا في التفعيل والتنزيل، رغم بعض المراحل التي تعرف نوعا من الانتكاس والتراجع. لكننا، بشكل عام، ماضون نحو تحقيق تراكمات مهمة جدا في مجال الحقوق والحريات ونتطلع للمزيد. أما بالنسبة لحقوق المرأة، فهناك تركيز في النقاش العمومي على التوجيهات الملكية السامية، حول مركزية وأهمية جعل النساء فاعلات حقيقيات في التغيير وفي رفع كل رهانات التنمية المستدامة. وهو السياق الذي أتت فيه قضية مراجعة مدونة الأسرة وإعداد صيغة جديدة لها تكون أكثر إنصافا للمرأة.
ما هي أهم التعديلات التي تأملين تأن تتضمنها مدونة الأسرة الجديدة؟
بخصوص مدونة الأسرة الجديدة، كلي طموح وأمل وتفاؤل بأننا سنستطيع، بفضل هذه الدينامية التي أطلقها ملك البلاد، من تحقيق الاستفادة مما تراكم من تجربة مدونة الأسرة سنة 2004، وتجاوز الاختلالات التي بدت جلية على مستوى التنزيل والتطبيق، وأيضا مراجعة بعض النصوص التي تحتاج إلى الجرأة والحسم في طبيعة المجتمع الذي نريده ومكان وموقع النساء داخل هذا المجتمع. وبالرغم من التقاطب الإيديولوجي الذي شهدناه في الفترة الأخيرة، يجب أن لا يخرج النقاش إلى أمور فيها مضيعة للوقت وهدر للطاقة، بل يجب على الكل أن يجتمع، بالرغم من الاختلافات، على هدف واحد، وهو نص قانون منصف و في مستوى التطلعات. كل عام والمغربيات بألف خير. وكل عام والمجتمع في صحة وفي سلامة. وكل عام والوطن بألف خير.
التعليقات 0