يعاني الكثير من الشباب المغتربين، خلال رمضان، من تحول نمط عيشهم، وتغير مجموعة من التفاصيل المرتبطة بالجوانب الحياتية المتنوعة، كساعات العمل ونظام الأكل والمسلسلات الرمضانية وشكل الحياة العامة من جمعات العائلة والجيران والأصدقاء.
تفاصيل تتغير
وفي هذا الصدد، أكد أبو بكر حركات، محلل نفسي واجتماعي، أن جميع التفاصيل تتغير خلال شهر رمضان وتختفي أحيانا لدى الشباب المغتربين، خاصة من يعيشون التجربة لأول مرة، مبرزا أن المغاربة في بلاد الغربة، يستشعرون أهمية الطقوس الرمضانية أكثر خلال هذه المرحلة.
وأشار أبو بكر حركات، في اتصال مع “آش نيوز“، أن هناك فئتين من المغتربين، فئة تعيش في مناطق ودول تسمح لهم بلقاء الجالية المغربية والعربية التي يتشاركون معها نفس العادات ونفس الطقوس، ما يكسر من أثر وحدة الاغتراب خلال هذه الفترة، وفئة أخرى تجد نفسها في دول ومناطق تجعلهم يعيشون الوحدة ويغمرهم الحنين والإحساس بالحزن، خلال شهر رمضان.
ثقل نفسي
وكشف أبو بكر حركات، أن البعد عن العائلة له ثقل نفسي كبير، خاصة لدى المغترب الذي يكابد هذا العناء، ويعيش خلال هذه المناسبات الدينية، كشهر رمضان والأعياد، إحساس الحسرة والحنين، إذ يغمره الاشتياق لأدق التفاصيل التي كان جزءا منها في وقت معين.
وأضاف المحلل النفسي، أن وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الفترة، تشكل للمغترب سيفا ذو حدين، إذ تساعده على أن يكون قريبا من عائلته ومن أجواء رمضان من خلال الاتصالات والفيديوهات والصور، ولكنها تشكل للبعض الآخر، عاملا للإحساس بالحزن بسبب نفس الصور والفيديوهات التي تؤثر عليه سلبيا وتجعله يرغب في العودة إلى أرض الوطن والاستمتاع بتفاصيل هذه الأجواء، وهي مسألة ليست في متناول الجميع، في غالب الأحيان، باستثناء أصحاب المهن الحرة مثلا.
حنين وشوق
وفي نفس الموضوع، أكد، س.ن، شاب مغربي يعيش في أوروبا أكثر من خمس سنوات، أن رمضان أصبح بالنسبة إليه شهرا غريبا، قائلا: “لا أستطيع أن أميز ملامحه عن باقي الشهور، فساعات العمل تظل على حالها، وبرود العلاقات أيضا يبقى على حاله، نعيش نفس الروتين، وفي الليل، فور الاتصال بالأصدقاء ومشاهدة أجواء رمضان بعد صلاة التراويح وكيف يجتمع الناس في المقاهي بين الضحك والاستمتاع بتلك الأجواء الليلية التي لها خصوصيتها، أحس أنني لست في عالمي وينتابني إحساس الرغبة في العودة إلى حضن تلك التفاصيل”.
وأضاف المتحدث ذاته، في حديثه مع “آش نيوز“، أن “لمة العائلة وازدحام الموائد وأزمات السير بعد العصر وفراغ الشوارع أثناء الإفطار وأصوات مكبرات المساجد في أرجاء الحي أثناء إقامة التراويح وزيارات الجيران وإطعام الفقراء، كلها تفاصيل ظلت ملتصقة في ذاكرتي. وكلما اقترب رمضان، أدفنها داخلي وأحاول أن أتعايش مع واقعي وأضفي عليه بعض الفرح على قدر استطاعتي، مع الحفاظ على صلة الوصل مع العائلة”.
التعليقات 0