ككل سنة خلال شهر رمضان الفضيل، تتعلق أفئدة المغاربة بصلاة التراويح أداء ومواظبة واهتماما أكثر من أي شيء آخر، وتمتلئ المساجد والمصليات بملايين المصلين، يقصدون مساجد يؤم فيها قراء معروفون بأصواتهم الحسنة. لكن أجواء الإيمان تعكرها بعض السلوكيات المسيئة لأجواء الصلاة والخشوع، ما يطرح تساؤلات تتجدد كل سنة، أبرزها “هل هذه المظاهر دليل على تدين شكلي أم أنها فعلا انتعاش روحي؟”.
تدين موسمي
وفي جوابه على سؤال “آش نيوز“، أكد رشيد أيلال، الباحث في نقد التراث الديني، أن صور المساجد الممتلئة في رمضان، ليست دليلا على انتعاش روحي، مبرزا أن الروحانية بحد ذاتها، تسقط خلال هذا الشهر الكريم، في إشكالية المقارنة مع ما يقع من تفاقم لعدد من الظواهر الخطيرة، كحوادث السير وجرائم القتل والشجارات، وقس على ذلك.
وأشار رشيد أيلال، في تصريحه لـ”آش نيوز“، أن المعتقد السائد لدى المغاربة، هو أن صيامهم غير مقبول بدون صلاة، ما يجعل العديد منهم يقبل على المساجد في رمضان، معتقدا أن صيامه باطل، وكأننا نتحايل على الله بالصلاة، لكي يقبل صيامنا، وهذا في حد ذاته يعتبر إشكالا من المنظور الروحي.
واعتبر الباحث ذاته، أن مظاهر العبادة في رمضان، “تدين موسمي”، مرتبط بموسم ديني يأتي كل سنة، كمن يعتقد أن من حج بيت الله ستغفر كل ذنوبه، ما يريح بال الفاسدين الذين ينهبون أموال الناس ويسرقون ما ليس لهم، مضيفا أن من الخطأ الاعتقاد أن بعض أشكال القواعد الدينية تمحي الأخطاء الجوهرية.
النفاق المجتمعي
وأبرز رشيد أيلال، أن الواقع يزيح لثامه عن الحقيقة في شهر رمضان في أوساط المجتمعات الإسلامية، إذ يظهر “النفاق الديني”، حاملا معه حقيقة مجتمع يعشش فيه النفاق على عدة مستويات، ذلك أن المجتمعات الإسلامية تمارس تدينها بشكل كثيف في هذا الشهر، لكن بمجرد ما ينقضي، تعود الحياة إلى سابق عهدها، وكأن التدين صار موسميا لدى هذه المجتمعات.
التعليقات 0