قيم التقرير السنوي لمعهد اتفاقات أبراهام للسلام، اليوم الأربعاء 3 أبريل 2024، سنة 2023، بأنها الأكثر إنتاجية بالنسبة للعلاقات بين إسرائيل والمغرب منذ توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين الرباط وواشنطن وتل أبيب، معددا مظاهر التعاون الثنائي بين البلدين وأهمية القرارات التي اتخذت في إطاره.

الصحراء ومستقبل التطبيع 

واعتبر المعهد، في تقريره عن حصيلة العلاقات بين إسرائيل والدول الموقعة على اتفاقيات التطبيع، إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاعتراف رسميا بمغربية الصحراء، “القرار الأكثر أهمية في العلاقة بين البلدين، على غرار قرارات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة ودول أخرى ذات تفكير مماثل”.

ووصف المعهد القرار بأنه “يصب في مصلحة الأمن القومي لإسرائيل، حيث أن جبهة البوليساريو، المنخرطة في صراع مسلح مع المغرب على المنطقة، مسلحة وممولة من إيران وحزب الله”، مؤكدا أهمية وفاء جميع البلدان التي اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه بالتزاماتها والتنفيذ الكامل لقراراتها، لما لذلك من تأثير على مستقبل التطبيع ليس فقط مع المغرب، ولكن مع دول إفريقية أخرى أيضا”.

زيارات متبادلة للمسؤولين

وعلى المستوى السياسي، ذكر تقرير معهد اتفاقات أبراهام للسلام، الزيارات الرسمية التي قام بها العديد من الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين للمغرب خلال السنة الماضية، من بينها لقاء ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مع تساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ثم زيارة المستشار الملكي أندريه أزولاي إلى إسرائيل وتسلمه “وسام التميز الرئاسي من الرئيس إسحاق هرتزوغ”.

بوريطة رفقة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي

التبادل التجاري

وبخصوص التبادل التجاري بين البلدين، أفاد المصدر ذاته أنه تضاعف في سنة 2023 مقارنة بسنة 2022، ليصل إلى 116 مليون دولار أمريكي، واصفا العلاقة التجارية بينهما بـ” الأسرع نموا بين دول اتفاق إبراهيم”.

وتابع التقرير موردا: “رغم التباطؤ المسجل في الربع الأخير من 2023، إلا أن أرقام التجارة لا تزال أعلى بكثير من مستوياتها في 2022، ما يظهر مرونة العلاقات التجارية بين البلدين على الرغم من الحرب بين إسرائيل وحماس”، مشيرا إلى أن “الأرقام التجارية سريعة النمو لا تشمل الصفقات السيبرانية والبرمجيات والدفاع، التي كانت جميعها كبيرة في 2023، ولا الاستثمارات المالية أو الصناعية”.

3200 مغربيا زاروا إسرائيل في 2023

وفي الشق المتعلق بالسياحة، قال معهد اتفاقات أبراهام للسلام، نقلا عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، أن “حوالي 3200 مواطن مغربي زاروا إسرائيل في 2023، مقارنة بحوالي 2900 ممن زاروها في 2022، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 10.3٪، مقابل 50.548 إسرائيليا ممن زاروا المغرب في السنة نفسها، بانخفاض نسبته 32% بالسنة التي قبلها (74.648 زائرا)”.

وحسب هيأة المطارات الإسرائيلية، مر عبر مطار بن غوريون الدولي في عام 2023، 116,031 مسافرا على الرحلات الجوية بين إسرائيل والمغرب، مقارنة بـ 151,503 في عام 2022، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 23.4%.

وأكد تقرير المعهد، الذي يوجد مقره في الولايات المتحدة الأمريكية، أنه رغم الحرب المستمرة بين حماس وإسرائيل، فقد ظلت العلاقات الدبلوماسية بين دول اتفاقيات أبراهيم وإسرائيل “مستقرة”، مضيفا “انخفضت التجارة بنسبة 4% فقط، مقارنة بانخفاض قدره 18% في إجمالي تجارة إسرائيل”.