كعادته يسلط مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، الضوء على إبداعات سينمائية تتميز بعمق القصة وحبكتها، وهذا ما عبرت عنه المخرجة اليونانية إيفا ناطينا، التي تشارك هذه السنة في الدورة 29 من المهرجان بفيلمها “القاتلة”، مسلطة الضوء على ظاهرة اجتماعية تغزو العالم، لكنها سرية للغاية، وهي “قتل البنات” تنفيذا لتقاليد وأعراف أكل عليها الدهر لكنها ترسخت في أذهان بعض القبائل والأسر حول العالم.

عقد الماضي

وفي هذا الصدد، دعت مخرجة الفليم إيفا ناطينا، على هامش عرضها للفيلم أمام النقاد وأعضاء لجنة التحكيم، مساء أمس (الأحد) بسينما “أفينيدا” بتطوان، جميع المهتمين بالسينما والمتابعين، إلى التواصل مع الفيلم وليس فقط الاستمتاع به، مؤكدة أنه يعالج ظاهرة مهمة جدا تتعلق بالعقد النفسية التي تخلفها التربية والأسر في بعض الأطفال، كما جاء في الفيلم، من خلال دور الأم قاسية القلب والملامح، التي تقتل فلذة كبدها فقط لأنها فتاة.

وأضافت إيفا ناطينا، في تصريح ل”آش نيوز“، أن مجموعة من العقد النفسية الخطيرة تتوارث عبر الأجيال بدون وعي، وهي أرادت أن تسلط الضوء عليها ومن خلال فيلمها، للتشديد على خطورة هذا الموضوع وأهمية الوقوف لإيجاد حلول كفيلة للتخلص من العقد النفسية التي قد تؤدي لجرائم خطيرة، رغم التطور الحاصل في العالم.

وأوضحت المخرجة اليونانية ذاتها، أن الظاهرة التي يعالجها الفيلم، وهي إشكالية “قتل البنات” على خلفية ما يسمى عند الجاهلين بمفهومه المغلوط “شرف العائلة”، هي ظاهرة يشهدها العالم بأسره، مبرزة أن الأرقام التي سجلت بهذا الخصوص خطيرة، وتدعو إلى دق جرس الإنذار بأهمية التوعية بالصحة النفسية، والتخلص من عقد الماضي لكي لا تصل المستقبل في خفاء.

مميزات الفيلم 

وفي تقييمه للفيلم، قدم الناقد السينمائي عبد السلام دخان، نقطة 8 على 10، مشيدا بأداء الممثلين، وذكاء المخرجة في طرح الموضوع، حيث أكد أن الفيلم تميز بمجموعة من الخصائص، أهمها تجلى في الحكاية والحبكة، إضافة إلى طرق تقديم الحكاية التي تستند إلى الفعل ورد الفعل، فضلا على جماليات التصوير السينمائي واستغلال الفضاء.

وشدد عبد السلام دخان، في تصريحه لـ“آش نيوز”، على ضرورة إيصال الفكرة بذكاء للمشاهد، مبرزا أن إيفا ناطينا، جعلت منه يتعاطف مع امرأة تحمل قدرا كبيرا من الشر بالنظر إلى الظروف الصعبة التي عاشتها، “وهذا يعكس التجربة السينمائية اليونانية الطافحة بجماليات عديدة، سواء من خلال قوة الحكاية التي تستند إلى مرجعية روائية سردية، أو في علاقتها بتوظيف موسيقى صامتة تحيل على مرجعيات أخرى مهمة”، يضيف الناقد.

مزيد من التفاصيل في الفيديو التالي من تصوير أشرف دحان: