كشف الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن التأثير الجانبي للقاح أسترازينيكا، والذي اعترفت به الشركة المصنعة له، هو تأثير معروف منذ 3 سنوات، ويكون في حالات نادرة جدا، وذلك في غضون 2 إلى 3 أسابيع بعد إعطاء اللقاح وليس بعد أشهر أو سنوات.

الأثر الجانبي 

وأضاف الطيب حمضي، في دراسة جديدة، سلط من خلالها الضوء على الجدل القائم بهذا الخصوص، أن التأثيرات الجانبية الخطيرة لأسترازينيكا، نادرة جدا، وهي مشتركة بين جميع الأدوية واللقاحات، مبرزا أنه لا يمكن أن يتم إنتاج جميع الأدوية واللقاحات دون استثناء آثار جانبية خفيفة بشكل عام، ونادرا جدا ما تكون خطيرة.

وأشار الطبيب ذاته، أنه بالنسبة للقاح ضد كوفيد، فمن المعروف أنه يمكن ربط أسترازينيكا، منذ عام 2021، بناء على البيانات الإحصائية، وفي حالات نادرة جدا، بالجلطات “TTS”، أي متلازمة التخثر ونقص الصفيحات، وقد أدى ذلك، إلى قيام السلطات الصحية في بعض البلدان بإعادة ترتيب جدول التطعيم لتقديم هذا اللقاح فقط للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 و50 و55 عاما.

حالات نادرة

وأوضح الطيب حمضي، أن “الآثار الجانبية توصف بالنادرة عندما يكون احتمال حدوثها أقل من 1 في الألف، ونادرة جدا حين يتعلق الأمر بأقل من 1 في 100 ألف حالة، وعندما يكون للدواء أو اللقاح ميزان إيجابي بين الفوائد والمخاطر، فإنه ينقذ الأرواح وفوائده تفوق بكثير الحالات القليلة النادرة جدا من الآثار الجانبية”.

وبخصوص سؤال تعويض ضحايا الآثار السلبية الخطيرة للقاحات، أكد الطيب حمضي في دراسته، أنه من الضروري التعويض، إذ يجب “أولا الاعتناء بالمرضى بسرعة وبشكل صحيح لعلاجهم، وإذا استمرت الآثار اللاحقة، فيجب تعويضهم أو تعويض أسرهم، ويستخدم التعويض لاستعادة حقوق المرضى من خلال إجراءات حبية بعيدة عن المحاكم”.

وأبرز الطيب حمضي، أن “سحب الدواء من قبل المختبرات هو إجراء معروف ويمارس لعدة أسباب”، مشيرا إلى أن “أسترازينيكا قررت من البداية بيع لقاحها بسعر التكلفة، أي دون أرباح، أثناء الوباء، وسيستمر تسويق اللقاحات حتى بعد انتهاء الوباء، إذ أنهم لم يطوروا نسخا محينة من لقاحهم تتكيف مع أوميكرون أو المتغيرات اللاحقة، كما فعلت المختبرات الأخرى، لذلك كان من الواضح لمدة عامين أن أسترازينيكا ستتخلى عن هذا الجزء من لقاحات كوفيد وتغلق هذا القوس”.