تمخض الجبل فولد فأرا، هكذا علقت فعاليات نقابية بالمستشفى الجامعي ابن رشد، عن ملء الفراغ بأهم مصلحة في المؤسسة الصحية الأكبر بالجهة بل وبالمملكة ككل.

تمديد ملتو

فبعد انتظار طويل لمغادرة رئيس مصلحة الإنعاش والتخدير المركزي، والذي تم التمديد له ثلاثة مرات، رغم تحمله مسؤوليات خارج المركز الاستشفائي ابن رشد، عينت الإدارة مسؤولا جديدا قبل يومين، تبين أنه أيضا يعيش الوقت بدل الضائع، كما يقال في لعبة كرة القدم، بعد أن بلغ التقاعد وتم التمديد له، في ظروف ملتوية.
وتساءلت مصادر نقابية عن سبب اللجوء إلى تعيين مسؤولين انتهت صلاحيتهم القانونية، وحول ما إذا كانت وزارة الصحة عاجزة عن ضمان استقرار في مناصب المسؤولية، ولجوئها في كل مرة إلى الترقيع و”عدي باش ما كاين”، في واحد من أكبر المستشفيات العمومية بالمملكة.

حرب خفية؟

وفي الوقت الذي كان فيه جميع المهنيين ينتظرون أن يتم تعيين نائب رئيس المصلحة السابق في هذه المسؤولية، خرجت الإدارة باجتهاد ينم عن وجود حرب خفية، سيما أن نائب الرئيس السابق، تحمل مسؤولية رئاسة جامعة رياضية ومسؤولية أخرى في الطب خارج مستشفى ابن رشد، ما تم اعتباره أسبابا لإبعاده من المنافسة، خصوصا أن الجامعة الرياضية خيبت آمال المغاربة في ما حصدته من أصفار بالألعاب الأولمبية الأخيرة المنظمة بباريس.
ويبلغ سن المسؤول الجديد، وفق المصادر نفسها، 65 سنة، ولم يسبق له أن ألقى محاضرة في مدرجات كلية الطب، كما أنه اشتغل أستاذا مبرزا منذ 2009، ما يطرح علامات استفهام عريضة حول كفاءته في إدارة واحدة من أهم المصالح الطبية بالمستشفى الجامعي ابن رشد، والقيمة المضافة التي يمكن أن يوفرها، سيما أن المنصب حساس، وكان يشترط منافسة بين أكثر من أستاذ جامعي في الطب، واستعراض التجربة والمؤهلات للانتقاء والمشاركات في المؤتمرات الطبية والإصدارات العلمية، وفق ما تنص عليه اللوائح التنظيمية والقوانين.
ويرى المتتبعون، أن المستشفى الجامعي يسير من السيء إلى الأسوأ، وأن منطق “باك صاحبي” يعلو على المصلحة العامة، كما أن وزارة الصحة، لا تهتم بما يقع به منذ أزيد من انفلات، إن من حيث التسيير الإداري أو أداء الخدمات أو حتى المشاكل الأخرى الناجمة عن أخطاء سببت العمى والقتل والإهمال والتقصير.