في ندوة صحافية عقدها اليوم الاثنين، كشف بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بتفكيك الخلية الإرهابية المعروفة بـ”أسود الخلافة في المغرب الأقصى”، مشيرا إلى أن المخطط الإرهابي لهذه الخلية بلغ مراحل متقدمة وكان على وشك التنفيذ.

استخدام تقنيات تفجير متطورة تحاكي هجوم “أركانة” بمراكش

وأوضح بوبكر سبيك، أن المعاينات التقنية للعبوات الناسفة التي تم ضبطها، أظهرت أن منفذي الخلية كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات إرهابية عن بعد باستخدام هواتف محمولة موصولة بأسلاك كهربائية داخل العبوات، وهي نفس الطريقة التي استخدمت في تفجير مقهى “أركانة” في مراكش عام 2011.

وأضاف المسؤول الأمني أن أحد المشتبه فيهم قام بحلق لحيته كإجراء احترازي وحصل على جواز سفر، قبل أن ينتقل من القنيطرة إلى منزل آمن في تامسنا، استعدادا للفرار إلى منطقة الساحل الإفريقي حيث ينشط تنظيم “داعش”. واعتبر سبيك أن هذا السلوك يعكس درجة الاستعداد المتقدم لتنفيذ الهجمات.

رصد أمني دقيق وتتبع مستمر لأكثر من عام

وكشف بوبكر سبيك أن تفكيك هذه الخلية جاء بعد أكثر من سنة من عمليات التتبع والرصد التي تمت بتنسيق دقيق بين مختلف الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن اليقظة الأمنية العالية هي التي حالت دون وقوع “كارثة إرهابية”.

وأشار الناطق الرسمي باسم الأمن الوطني إلى أن تنظيم “داعش” يواصل جهوده لتوسيع نشاطه خارج معاقله التقليدية عبر “وحدة العمليات الخارجية”، التي تستهدف نقل الإرهاب إلى مناطق جديدة، ومنها شمال إفريقيا. وأضاف أن إحدى افتتاحيات مجلة “النبأ”، الناطقة باسم التنظيم، تحدثت عن خطط لتوسيع نشاطه في منطقة الساحل والقرن الإفريقي، وصولا إلى “المغرب الأقصى”.

استهداف منشآت أمنية واقتصادية وعناصر أمنية

وأكد بوبكر سبيك أن التحقيقات الأولية كشفت عن نوايا خطيرة للخلية، حيث كانت تستهدف مقرات أمنية ومنشآت اقتصادية حساسة، إضافة إلى استهداف عناصر إنفاذ القانون بنفس الطريقة التي تم بها اغتيال الشرطي هشام بوعزة. كما كانت هناك خطط لحرق ممتلكات وإلحاق ضرر بالبيئة كجزء من الاستراتيجية الإرهابية للخلية.

وعن القائد الفعلي للخلية، أكد سبيك أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أنه يعرف باسم “عبد الرحمان الصحراوي”، وهو ليبي الجنسية، إلا أن التحقيقات بالتعاون مع الشركاء الأمنيين الدوليين لا تزال مستمرة لتحديد هويته الكاملة ومكان تواجده.

وفي ختام تصريحه، شدد سبيك على أن الأجهزة الأمنية المغربية ستواصل التصدي بكل حزم لكل المخططات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار البلاد، مع التأكيد على أن التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب يظل عنصرا حاسما في مواجهة التهديدات المتزايدة.