في خطوة تعكس التزام المغرب بتحديث قواته المسلحة وتعزيز قدراته الدفاعية، استلمت القوات الجوية الملكية المغربية، أولى مروحيات “أباتشي AH-64E”، وذلك في إطار صفقة عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، تهدف إلى تطوير إمكانيات الاستطلاع والهجوم الجوي.

وأكد الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM)، أن هذه الصفقة تمثل استثمارا استراتيجيا في أمن المغرب والمنطقة، مما يمنحه مستوى متقدما من القدرة القتالية. كما أوضحت إيمي كوترونا، القائمة بالأعمال في السفارة الأمريكية بالرباط، أن هذه الخطوة تعكس التطور المستمر في التعاون الأمني بين البلدين، مشيرة إلى أن المغرب يعد شريكا استراتيجيا رئيسيا للولايات المتحدة في المنطقة.

مواصفات متقدمة تمنح المغرب تفوقا عسكريا

وتتميز مروحية “أباتشي AH-64E” بقدرات قتالية متطورة، حيث تم تجهيزها بنظام اتصالات رقمي حديث، ومحركات أكثر قوة، بالإضافة إلى إمكانية التحكم في الطائرات المسيرة (UAVs). كما تمتلك نظام ملاحة متقدما يتيح لها العمل في ظروف جوية صعبة، مع سرعة تصل إلى 278 كلم/ساعة ومدى عملياتي يتجاوز 450 كلم، مما يجعلها خيارا مثاليا لتعزيز الدفاع الجوي وتأمين الحدود المغربية.

تدريب مكثف للطيارين المغاربة

وكجزء من هذه الصفقة، تم تدريب 24 طيارا مغربيا في الولايات المتحدة، مع تأهيل خمسة مدربين، فيما يخضع ثلاثة آخرون لبرامج تدريبية مكثفة للانضمام إلى الطاقم. ومن المتوقع أن يكون السرب المغربي من مروحيات “أباتشي” جاهزا للعمل بكامل طاقته خلال الأشهر الستة المقبلة، ما سيمكن القوات الجوية الملكية المغربية من تحقيق تفوق نوعي في مهامها الدفاعية والاستطلاعية.

وتندرج هذه الخطوة ضمن الشراكة العسكرية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يشمل التعاون بين القوات المسلحة الملكية المغربية والحرس الوطني لولاية يوتا (UTNG) برامج تدريبية وتبادل خبرات لتعزيز الكفاءة العملياتية.

وأكد العقيد جيمس أندرسون، رئيس مكتب التعاون الأمني في السفارة الأمريكية بالرباط، أن هذه المروحيات توفر للمغرب قدرات هجومية واستطلاعية متقدمة، مما يعزز قدرته على حماية حدوده والتصدي للتهديدات الإرهابية في المنطقة.

المغرب يرسخ موقعه كقوة عسكرية إقليمية

ومع اقتناء مروحيات “أباتشي AH-64E”، يواصل المغرب مسار تحديث قواته المسلحة وفق أحدث المعايير الدولية، مما يعزز مكانته كفاعل رئيسي في الأمن والاستقرار الإقليميين. ويؤكد الجنرال مايكل لانغلي أن المغرب، باعتباره حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو، يواصل لعب دور محوري في تعزيز الأمن الإقليمي، مما يجعل شراكته مع واشنطن ذات أهمية استراتيجية متزايدة.