أكد الدكتور الطيب حمضي، الخبير في الصحة العامة، أن الصيام خلال شهر رمضان لا يقتصر فقط على كونه شعيرة دينية، بل إنه يوفر للجسم فوائد صحية متعددة، إذ يساعد على التكيف مع نقص التغذية بطريقة طبيعية، ويعزز أداء الأعضاء الحيوية، مما يقلل من مخاطر العديد من الأمراض المزمنة.

كيف يتكيف الجسم مع الصيام؟

وأوضح الدكتور الطيب حمضي، أن جسم الإنسان مهيأ بيولوجيا للتعامل مع الصيام، حيث يدخل في حالة صيام فعلية بعد حوالي ثماني ساعات من تناول آخر وجبة، وهي الفترة التي يتم فيها امتصاص العناصر الغذائية. بعد ذلك، يبدأ الجسم في استهلاك الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات كمصدر للطاقة. ومع استمرار الصيام، يلجأ الجسم إلى حرق الدهون المخزنة، مما يساهم في تقليل الوزن، وخفض مستويات الكوليسترول الضار، وتنظيم نسبة السكر في الدم.

دور الصيام في فقدان الوزن والوقاية من الأمراض

وأشار الطيب حمضي إلى أن الصيام يمكن أن يؤدي إلى فقدان حوالي 5٪ من الوزن الأولي عند اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن. كما أن له تأثيرا وقائيا ضد مرض السكري وأمراض القلب والشرايين، مما يقلل من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وأكد الدكتور حمضي أن من أبرز فوائد الصيام دوره في التخلص من السموم المتراكمة داخل الجسم. ففي النصف الثاني من شهر رمضان، يبدأ الجسم في تصريف الفضلات عبر الكبد، الكلى، القولون، والجلد، مما يمنح الأعضاء القدرة على التجدد وإزالة السموم المتراكمة. كما يعزز الصيام قدرة الجسم على الترميم الذاتي وتجديد الخلايا وتقوية الأنسجة.

الصيام وتقوية جهاز المناعة

وأوضح الطيب حمضي أن الصيام يعزز مناعة الجسم، مما يجعله أكثر قدرة على التصدي للأمراض. كما أن الصيام العلاجي يلعب دورا إيجابيا في تحسين الصحة النفسية، حيث يساهم في تحسين المزاج وزيادة إفراز هرمونات السعادة، مما يساعد في تخفيف التوتر، القلق، والاكتئاب.

تأثير الصيام على الجهاز الهضمي

وفيما يخص الجهاز الهضمي، أكد الدكتور الطيب حمضي أن الصيام يساهم في تحسين أدائه، والتقليل من اضطراباته، شريطة تعويض السوائل المفقودة خلال ساعات الصيام من خلال شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور، للحفاظ على الترطيب الأمثل للجسم وضمان استمرارية وظائفه الحيوية.